فنظروا فإذا الكوكب قد انقضّ في منزل عليّ (عليهالسلام) قالوا : يا رسول الله قد غويت في حبّ عليّ فأنزل الله تعالى : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) إلى قوله : (وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى) (١).
قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ...) (٢) [المائدة : ٥٥] :
٣٥٤ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزّاز إذنا ، حدّثنا الحسين بن عليّ العدويّ ، حدّثنا سلمة بن شبيب ، حدّثنا عبد الرّزاق ، حدّثنا [عبد الوهّاب بن] مجاهد ، عن أبيه ، عن ابن عبّاس في قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) قال : نزلت في عليّ (عليهالسلام) (٣).
٣٥٥ ـ أخبرنا أبو نصر أحمد بن موسى بن الطحّان إجازة عن القاضي أبي الفرج الخيوطيّ قال : حدّثنا عبد الحميد بن موسى العبّاد ، حدّثنا [محمّد ابن إسحاق الخزّاز ، حدّثنا عبد الله بن بكّار ، حدّثنا عبيد بن أبي الفضل ، عن] محمّد بن الحسن ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ (عليهالسلام) في قوله ـ عزّ
__________________
(١) أخرجه من طريق مؤلفنا ابن المغازلي عبد الله الشافعي في مناقبه ٧٦ ، وأخرجه الكنجي الشافعي في كفايته ص ٢٦٠ ، بالإسناد إلى أبي عمر محمّد بن العباس بن حيويه بعين السند واللفظ ثم قال : هكذا ذكره محدث الشام في ترجمة علي (عليهالسلام) ، وقد مر مثل الحديث ذيل الرقم ٣١٣.
(٢) المراد بهذه الولاية هي التي قد ذكرت في قوله تعالى : (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ) ولما كانت هذه الولاية خاصة بالله ـ عزوجل ـ ، فإنه هو النور لا ظلمات فيه ، ثم برسوله كما قال ـ عزوجل : (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) كان الناس بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى حاجة ماسة إلى من يقوم مقامه ، ويعرف الكتاب حق معرفته ، ليعرف النور ويتمسك به ، ويعرف الظلمات فيدعها ، ولذلك احتاج في الآية الكريمة إلى تفسير (وَالَّذِينَ آمَنُوا) لئلا يتوهم المسلمون إطلاقه لكل مؤمن ، فقال تفسيرا لهم وتمييزا عن غيرهم : (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) فوصفهم بميزة واحدة وهي إعطاء الزكاة في حال ركوع الصلاة فعلى المسلمين أن يتفحصوا حتى يعرفوا من الذي كان فيه هذا الوصف.
(٣) أخرجه العلامة الطبري في تفسيره ٦ / ١٦٥ بالإسناد إلى عبد الرزاق بعين السند واللفظ ، وهكذا خرّجه ابن كثير في تفسيره ٢ / ٧١ ، والواحدي في أسباب النزول ١٤٨ ، والسيوطي في الدر المنثور ٢ / ٢٩٥ ، لباب النقول ٩٠.