ثمّ جاء فرددته ، فدخل في الثالثة أو في الرابعة فقال له النبيّ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) : ما حبسك عنّي ـ أو ما أبطأ بك عنّي ـ يا عليّ؟ قال : جئت فردّني أنس ، ثمّ جئت فردّني أنس ، ثمّ جئت فردّني أنس! قال لي : يا أنس ما حملك على ما صنعت؟ أرجوت أن يكون رجلا من الأنصار؟ فقلت : نعم ، فقال : يا أنس أو في الأنصار خير من عليّ؟ أو في الأنصار أفضل من عليّ؟ (١).
١٩٧ ـ أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن عليّ بن العبّاس البزار الواسطيّ ، أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمّد بن أحمد بن أسد البزّار ، حدّثنا محمّد بن العبّاس بن أحمد أبو مقاتل ، حدّثنا العبّاس ، حدّثنا أبو عاصم عن أبي الهنديّ ، عن أنس : أنّ النبيّ (صلىاللهعليهوآله) أتي بطير فقال : اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير ، قال فجاء عليّ بن أبي طالب فقال : اللهمّ وإليّ اللهمّ وإليّ (٢).
__________________
(١) أخرجه العلامة الدميري في حياة الحيوان ٢ / ٢٩٧ (عند ذكر النحام وأنه طائر على خلقة الإوز) قال : خرّجه الحربي.
(٢) أخرجه العلامة الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ٣ / ١٧١ بالإسناد إلى أبي عاصم ، عن أبي الهندي ، عن أنس ، ولفظه قال : أتي النبيّ بطائر فقال : اللهم آتني بأحب خلقك إليك يأكل معي ، فجاء علي فحجبته مرتين ، فجاء في الثالثة فأذنت له فقال : يا علي ما حبسك؟ قال : هذه ثلاث مرات قد جئتها فحجبني أنس ، قال : لم يا أنس؟ قال : سمعت دعوتك يا رسول الله فأحببت أن يكون رجلا من قومي ، فقال النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : الرجل يحب قومه. قال الخطيب : غريب بإسناده لم نكتبه إلّا من حديث أبي العيناء محمد بن القاسم عن أبي عاصم ، وأبو الهندي مجهول واسمه لا يعرف.
أقول : قد مرّ ويأتي أنه إبراهيم بن ميمون الصائغ الكوفي كما قاله ابن ماكولا.
وأخرج الحديث الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال ٤ / ٥٨٣ بالرقم ١٠٧٠٣ ترجمة أبو الهندي قال : روى عن أنس بن مالك بحديث الطير وعنه أبو عاصم ، وذكره ابن حجر العسقلاني في ميزانه ٧ / ١١٩ ، ولكن في مطبوعة حيدرآباد الدكن أبو هند بالرقم ١٢٩٧ ، وعنونه في تهذيب التهذيب ١٢ / ٢٦٨ بالرقم ١٢٢٥ وقال أبو هند : الصديق مجهول ، ثم نقل عن ابن ماكولا أنّ اسمه إبراهيم بن ميمون الصائغ ، وكيف كان فأبو عاصم النبيل الفقيه الثقة المتفق على إتقانه وديانته أعرف بأبي الهندي.
وهكذا أخرجه الحافظ الكنجي في كفاية الطالب ٥٩ ، وفي ط آخر ١٤٩ بالإسناد عن محمد ابن العباس بن نجيح (٣٤٥ ـ ٢٦٣) ، حدثنا محمد بن القاسم النحوي (وهو أبو العيناء الضرير ابن خلاد بن ياسر (٢٨٢ ـ ١٩١) ، حدثنا أبو عاصم (وهو النبيل البصري ٢١٣ ـ ١٢٢) عن أبي الهندي ، عن أنس ، وهكذا أخرجه الحافظ ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية ٧ / ٣٥١ من طريق الخطيب بهذا السند.