أحمد المصطفى وفاطم أعني |
|
وعليا وشبّرا وشبيرا |
من تولّاهم تولّاه ذو العرش |
|
ولقّاه نضرة وسرورا |
وعلى مبغضهم لعنة الله |
|
وأصلاهم المليك سعيرا (١) |
قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) (٢) [الشورى : ٢٣]:
٣٥٢ ـ أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو محمّد
__________________
(١) وفي الباب حديث عمرو بن ميمون ، وقد تقدم في ذيل الرقم ٣٠٨ و ٣٠٧ ، وحديث سعد بن أبي وقاص تقدم ذيل الرقم ٢١٩ ، وحديث عائشة في مسلم ١٨٨٢ ط محمّد فؤاد ، والمستدرك ٣ / ١٤٧ ، وسنن البيهقي ٢ / ١٤٩ ، وحديث عمر بن أبي سلمة في جامع الترمذي ١٣ / ٢٠٠ في ط ، و ٥ / ٣٢٨ بالرقم المسلسل ٣٨٧٥ ط آخر ، وحديث أنس في المسند ٣ / ٢٥٩ و ٢٨٥ ، تفسير الطبري ٢٢ / ٦.
(٢) اللام في «القربى» عوض من المضاف إليه وكان أصله «قرباي» تبدل باللام لمكان العهد به في مسألة الأجر ، فإن السائل إنما هو النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ، ومثل هذا في القرآن كثير كما في قوله عزوجل (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) أي أولي أمره منكم ، وقوله عز من قائل في سورة الأحزاب (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ) أي وأولو أرحامه بعضهم أولى ببعض من المؤمنين والمهاجرين ، لا يلي عليهم غيرهم من المؤمنين والمهاجرين بل يلي عليهم أحد منهم ، بقرينة المقام صدرا وذيلا.
ومثلها الآية التي هي متمحضة في ولاية المؤمنين والمهاجرين فيما بينهم ، وهي الآية ٧٥ من سورة الأنفال: (وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) أي وأولو أرحامهم بعضهم أولى ببعض.
فهناك ولايتان : ولاية بين المهاجرين المجاهدين مع الأنصار الذين آووا ونصروا بحكم الآية : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ ، وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا) الآية ٧١ من الأنفال ، ولذلك آخى رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بينهم.
وولاية بين أولي أرحامهم فلا يلي أحد منهم على المهاجرين والأنصار أبدا ، كما أن أحد من المهاجرين والأنصار لا يلي على أرحام النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وإنما نزلت آية المودة بمكة من قبل أن ينشأ له صلىاللهعليهوآلهوسلم ذرية وعقب ـ مع ما فيه من الوعد والبشرى له ـ لئلا يقول المنافقون والكفار : إن محمدا لما لم يكن له بمكة ذرية كان ينادي بشعار سائر الأنبياء (ما تَسْئَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) وبعد ما ظهر له ذرية ونشأ له أمة ، خالف شعاره ذلك وشرط عليهم مودة ذي القربى.
فأنزل الله عزوجل أولا في سورة الفرقان : (قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ