أخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال : قتل النبي صلىاللهعليهوسلم يوم بدر صبرا عقبة ابن أبي معيط وطعيمة بن عدي والنضر بن الحارث ، وكان المقداد أسر النضر ، فلما أمر بقتله قال المقداد : يا رسول الله ، أسيري!؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنه كان يقول في كتاب الله تعالى ما يقول»!؟ قال : وفيه نزلت هذه الآية (١).
الآية : ٣٢ ـ قوله تعالى : (وَإِذْ قالُوا اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَ).
قال أهل التفسير : نزلت في النضر بن الحارث ، وهو الذي قال : إن كان ما يقوله محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء (٢).
وعن عبد الحميد صاحب الزيادي ، سمع أنس بن مالك يقول : قال أبو جهل : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء ، أو ائتنا بعذاب أليم. فنزل : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ) الآية ، [سورة الأنفال ، الآية : ٣٣] (٣).
الآية : ٣٥ ـ قوله تعالى : (وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ).
عن عطية ، عن ابن عمر قال : كانوا يطوفون بالبيت ويصفقون ـ ووصف الصفق بيده ـ ويصفرون ـ ووصف صفيرهم ـ ويضعون خدودهم بالأرض ، فنزلت هذه الآية (٤).
الآية : ٣٦ ـ قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ).
قال مقاتل والكلبي : نزلت في المطعمين يوم بدر ، وكانوا اثني عشر رجلا : أبو
__________________
(١) السيوطي ١٣٠ ، وتفسير الطبري ، ج ٩ / ١٥٢.
(٢) تفسير الطبري ، ج ٩ / ١٥٢.
(٣) رواه البخاري في صحيحه : التفسير / الأنفال ، باب : (وَإِذْ قالُوا اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ ..) ، رقم : ٤٣٧١ ، ومسلم : صفات المنافقين وأحكامهم ، باب : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ..) ، رقم : ٢٧٩٦ ، وزاد المسير ، ج ٣ / ٣٤٨ ـ ٣٤٩ ، وتفسير ابن كثير ، ج ٢ / ٣٠٤.
(٤) زاد المسير ، ج ٣ / ٣٥٢ ـ ٣٥٣ ، وتفسير القرطبي ، ج ٧ / ٤٠٠.