٤٢ ـ سورة الشورى
الآية : ١٦ ـ قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ) (١٦).
أخرج ابن المنذر عن عكرمة قال : لما نزلت : (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) (١) [سورة النصر ، الآية : ١] قال المشركون بمكة لمن بين أظهرهم من المؤمنين : قد دخل الناس في دين الله أفواجا فأخرجوا من بين أظهرنا ، فعلام تقيمون بين أظهرنا ، فنزلت : (وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ) الآية.
وأخرج عبد الرزاق عن قتادة في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ) الآية ، قال : هم اليهود والنصارى قالوا : كتابنا قبل كتابكم ، ونبينا قبل نبيكم ، ونحن خير منكم (١).
الآية : ٢٣ ـ قوله تعالى : (ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) (٢٣).
أخرج الطبراني بسند ضعيف عن ابن عباس قال : قالت الأنصار : لو جمعنا لرسول الله صلىاللهعليهوسلم مالا ، فأنزل الله : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) فقال بعضهم : إنما قال هذا ليقاتل عن أهل بيته وينصرهم ، فأنزل الله : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) [سورة الشورى ، الآية : ٢٤] إلى قوله : (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ) [سورة الشورى ، الآية : ٢٥] فعرض لهم التوبة ، إلى قوله : (وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ) [سورة الشورى ، الآية : ٢٦] (٢).
__________________
(١) تفسير ابن كثير ، ج ٤ / ١١٠ ، وانظر تفسير الطبري ، ج ٢٥ / ١٥.
(٢) السيوطي ، ٢٥١ ـ ٢٥٢ ، وانظر تفسير القرطبي ، ج ١٦ / ٢١ ـ ٢٢.