٨ ـ سورة الأنفال
الآية : ١ ـ قوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ).
قال ابن كثير (١) : يسألونك فيما شذّ من المشركين إلى المسلمين في غير قتال ، من دابة أو عبد ، أو أمة أو متاع ، فهو نفل للنبي صلىاللهعليهوسلم يصنع به ما يشاء.
وعن محمد بن عبد الله الثقفي ، عن سعد ابن أبي وقاص قال : لما كان يوم بدر قتل أخي عمير ، وقتل سعيد بن العاص ، وأخذت سيفه ، وكان يسمى ذا الكتيفة ، فأتيت به النبي صلىاللهعليهوسلم ، قال : «اذهب فاطرحه في القبض». قال : فرجعت وبي ما لا يعلمه إلا الله من قتل أخي وأخذ سلبي (٢) ، فما جاوزت إلا قريبا حتى نزلت سورة الأنفال ، فقال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اذهب فخذ سيفك» (٣).
وقال عكرمة ، عن ابن عباس : لما كان يوم بدر ، وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من فعل كذا وكذا فله كذا وكذا». فذهب شباب الرجال وجلس الشيوخ تحت الرايات ، فلما كانت الغنيمة جاء الشباب يطلبون نفلهم (٤) ، فقال الشيوخ : لا تستأثروا علينا ، فإنا كنا تحت الرايات ، ولو انهزمتم كنّا لكم رداء. فأنزل الله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ) فقسمها بينهما بالسواء (٥).
وعن مكحول ، عن أبي سلام الباهلي ، عن أبي أمامة الباهلي ، عن عبادة بن
__________________
(١) تفسير ابن كثير ، ج ٢ / ٢٨٢.
(٢) القبض : قال في النهاية : بالتحريك بمعنى المقبوض ، وهو ما جمع من الغنيمة قبل أن تقسم. سلبي : وهو ما يأخذه أحد القرنين ـ أي : المتقاتلين ـ من الآخر في الحرب ، مما يكون عليه ومعه من سلاح وثياب وغيرها.
(٣) مسند أحمد ، ج ٣ / ٧٨ ، وتفسير الطبري ، ج ٩ / ١١٧.
(٤) نفلهم : نصيبهم من الغنيمة والعطاء.
(٥) سنن البيهقي الكبرى ، ج ٦ / ٢٩١ ـ ٢٩٢ ، والمستدرك للحاكم ، ج ٢ / ٣٢٦ ، وسنن أبي داود برقم ٢٧٣٧.