٤ ـ سورة النساء
الآية : ٢ ـ قوله تعالى : (وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ).
قال مقاتل والكلبي : نزلت في رجل من غطفان ، كان عنده مال كثير لابن أخ له يتيم ، فلما بلغ اليتيم طلب المال فمنعه عمه ، فترافعا إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فنزلت هذه الآية ، فلما سمعها العم قال : أطعنا الله وأطعنا الرسول ، نعوذ بالله من الحوب الكبير (١). فدفع إليه ماله ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «من يوق شح نفسه ورجع به هكذا فإنه يحلّ داره» يعني جنته. فلما قبض الفتى ماله أنفقه في سبيل الله تعالى ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «ثبت الأجر وبقي الوزر». فقالوا : يا رسول الله ، قد عرفنا الأجر ، فكيف بقي الوزر وهو ينفق في سبيل الله؟ فقال : «ثبت الأجر للغلام ، وبقي الوزر على والده» لأنه كان مشركا (٢).
الآية : ٣ ـ قوله تعالى : (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى).
عن سهل بن عثمان قال : حدثنا يحيى ابن أبي زائدة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، في قوله تعالى : (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا) الآية ، قالت : أنزلت هذه في الرجل يكون له اليتيمة وهو وليها ، ولها مال ، وليس لها أحد يخاصم دونها ، فلا ينكحها حبا لمالها ، ويضرّ بها ويسيء صحبتها ، فقال الله تعالى : (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ) يقول : ما أحللت لك ، ودع هذه (٣).
وقال سعيد بن جبير وقتادة والربيع والضحاك والسدي : كانوا يتحرجون عن أموال اليتامى ويترخصون في النساء ، ويتزوجون ما شاءوا ، فربما عدلوا وربما لم يعدلوا ، فلما سألوا عن اليتامى فنزلت آية اليتامى : (وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ) الآية ، أنزل الله
__________________
(١) الحوب : الإثم والهلاك.
(٢) تفسير القرطبي ، ج ٥ / ٨.
(٣) أخرجه مسلم رقم ٣٠١٨ ، والبخاري رقم ٢٣٦٢ ، وتفسير ابن كثير ، ج ١ / ٤٤٩.