٥٨ ـ سورة المجادلة
الآية : ١ ـ قوله تعالى : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (١).
أخرج الحاكم وصححه عن عائشة قالت : تبارك الذي وسع سمعه كل شيء ، إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى عليّ بعضه ، وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وتقول : يا رسول الله ، أكل شبابي ، ونثرت له بطني حتى إذا كبرت سني وانقطع ولدي ظاهر مني ، اللهم إني أشكو إليك. فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآية : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها) وهو أوس بن الصامت (١).
عن الأعمش ، عن تميم بن سلمة ، عن عروة ، عن عائشة قالت : الحمد لله الذي توسع لسمع الأصوات كلها ، لقد جاءت المجادلة ، فكلمت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأنا في جانب البيت ، لا أدري ما يقول ، فأنزل الله تعالى : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها) (٢).
الآية : ٢ ـ قوله تعالى : (الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ).
عن محمد بن بكار قال : أخبرنا سعيد بن بشير ، أنه سأل قتادة عن الظهار ، قال : فحدثني أن أنس بن مالك قال : إن أوس بن الصامت ظاهر من امرأته خويلة بنت ثعلبة ، فشكت ذلك إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقالت : ظاهر مني حين كبر سنّي ورقّ عظمي. فأنزل الله تعالى آية الظهار ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لأوس : «أعتق رقبة» ، فقال : ما لي بذلك يدان قال : «فصم شهرين متتابعين» ، قال : أما إني إذا أخطأني أن لا آكل في اليوم كلّ
__________________
(١) الحاكم في المستدرك ، ج ٢ / ٤٨١ ، وتفسير ابن كثير ، ج ٤ / ٣١٨ ، وتفسير الطبري ، ج ٢٨ / ٢ ـ ٣ ، والنسائي في التفسير برقم ٩٥٠ ، وابن ماجة في سننه برقم ١٨٨.
(٢) النيسابوري ٣٣٦ ، وتفسير القرطبي ، ج ١٧ / ٢٦٩ ـ ٢٧٠.