٧٤ ـ سورة المدثر
الآية : ١ ـ قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) (١).
عن الأوزاعي : أخبرنا يحيى بن أبي كثير قال : سمعت أبا سلمة ، عن جابر قال : حدثنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «جاورت بحراء شهرا ، فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت بطن الوادي ، فنوديت ، فنظرت أمامي وخلفي ، وعن يميني وعن شمالي ، فلم أر أحدا ، ثم نوديت ، فرفعت رأسي فإذا هو على العرش في الهواء ـ يعني جبريل عليهالسلام ـ فقلت : دثروني دثروني ، فصبوا عليّ ماء ، فأنزل الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣) وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ) (٤) [سورة المدثر ، الآيات : ١ ـ ٤] (١).
وأخرج الشيخان عن جابر قال : رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «جاورت بحراء شهرا ، فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت الوادي ، فنوديت ، فلم أر أحدا ، فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء ، فرجعت فقلت : دثّروني ، فأنزل الله تعالى : (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ) (٢) (٢).
الآية : ١١ ـ قوله تعالى : (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً) (١١).
أخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقرأ عليه القرآن فكأنه رقّ له ، فبلغ ذلك أبا جهل ، فأتاه فقال : يا عم ، إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا ليعطوكه ، فإنك أتيت محمدا لتتعرّض لما قبله ، فقال : لقد علمت قريش أني من أكثرها مالا ، قال : فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر له وأنت له
__________________
(١) رواه الشيخان في صحيحيهما : مسلم : الإيمان ، باب : بدء الوحي إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، رقم : ١٦١ ، وانظر البخاري : التفسير / المدثر ، باب : (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) ، رقم : ٤٦٤٠ ، وانظر تفسير ابن كثير ، ج ٤ / ٤٤٠ ، وتفسير القرطبي ، ج ١٩ / ٥٩ ـ ٦١.
(٢) السيوطي ٣١٨ ، وصحيح البخاري برقم ٤ و ٣٢٣٨ ، وصحيح مسلم برقم ٢٥٧.