٥٣ ـ سورة النجم
الآية : ٣٢ ـ قوله تعالى : (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى) (٣٢).
أخرج الواحدي والطبراني وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ثابت بن الحارث الأنصاري قال : كانت اليهود تقول : إذا هلك لهم صبي صغير هو صديق ، فبلغ ذلك النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : «كذبت اليهود ما من نسمة يخلقه الله في بطن أمه إلا ويعلم أنه شقي أو سعيد» ، فأنزل الله عند ذلك هذه الآية : (هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ) الآية (١).
الآيتان : ٣٣ ـ ٤١ ـ قوله تعالى : (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى) (٣٣) ، (ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى) (٤١) وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة : أن النبي صلىاللهعليهوسلم خرج في غزوة ، فجاء رجل يريد أن يحمل فلم يجد ما يخرج عليه ، فلقي صديقا له فقال : أعطني شيئا ، فقال : أعطيك بكري هذا على أن تتحمل ذنوبي ، فقال له : نعم ، فأنزل الله : (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى) (٣٣) الآيات.
وأخرج عن دراج أبي السمح قال : خرجت سرية غازية ، فسأل رجل رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يحمله ، فقال : «لا أجد ما أحملك عليه» ، فانصرف حزينا ، فمر برجل رحاله منيخة بين يديه ، فشكا إليه ، فقال الرجل : هل لك أن أحملك فتلحق الجيش بحسناتك ، فقال : نعم ، فركب ، فنزلت : (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى) (٣٣) إلى قوله : (ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى) (٤١).
__________________
(١) السيوطي ٢٧٧ ، والنيسابوري ٣٢٨ ، وتفسير القرطبي ، ج ١٧ / ١١٠.