٤١ ـ سورة فصّلت «السجدة»
الآية : ٢٢ ـ قوله تعالى : (وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ).
عن روح بن القاسم ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن أبي معمر ، عن ابن مسعود ، في هذه الآية : (وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ) الآية ، قال : كان رجلان من ثقيف وختن لهما من قريش ، أو رجلان من قريش وختن لهما من ثقيف ، في بيت ، فقال بعضهم : أترون الله يسمع نجوانا أو حديثنا؟ فقال بعضهم : قد سمع بعضه ولم يسمع بعضه ، قالوا : لئن كان يسمع بعضه لقد سمع كله ، فنزلت هذه الآية : (وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ) الآية (١).
عن عبد الله قال : كنت مستترا بأستار الكعبة ، فجاء ثلاثة أنفار : كثير شحم بطونهم ، قليل فقه قلوبهم ، قرشي وختناه ثقفيان ، أو ثقفي وختناه قرشيان ، فتكلموا بكلام لم أفهمه ، فقال بعضهم : أترون الله سمع كلامنا هذا؟ فقال الآخر : إذا رفعنا أصواتنا سمع وإذا لم نرفع لم يسمع. وقال الآخر : إن سمع منه شيئا سمعه كله. قال : فذكرت ذلك للنبي صلىاللهعليهوسلم ، فنزل عليه : (وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ) إلى قوله تعالى : (فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ) (٢٣) [سورة فصلت ، الآية : ٢٣] (٢).
الآية : ٣٠ ـ قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا).
__________________
(١) النيسابوري ٣٠٩ ، ورواه البخاري ومسلم في صحيحيهما : البخاري : التفسير / فصلت ، باب : قوله : (وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ ..) ، رقم : ٤٥٣٩ ، ومسلم : أوائل كتاب صفات المنافقين وأحكامهم ، رقم : ٢٧٧٥ ، وزاد المسير ، ج ٧ / ٢٥٠ ، وتفسير القرطبي ، ج ١٥ / ٣٥١ ـ ٣٥٢ ، وتفسير ابن كثير ، ج ٤ / ٩٥ ـ ٩٦.
(٢) النيسابوري ٣٠٩ ، والسيوطي ٢٤٩ ، وسنن الترمذي برقم ٣٢٤٩ ، وقال : حسن صحيح.