٤٥ ـ سورة الجاثية
الآية : ١٤ ـ قوله تعالى : (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ).
قال ابن عباس في رواية عطاء : يريد عمر بن الخطاب خاصة ، وأراد بالذين لا يرجون أيام الله عبد الله بن أبيّ ، وذلك أنهم نزلوا في غزاة بني المصطلق على بئر يقال لها المريسيع ، فأرسل عبد الله غلامه ليستقي الماء فأبطأ عليه ، فما أتاه قال : ما حبسك؟ قال : غلام عمر ، قعد على قف البئر ، فما ترك أحدا يستقي حتى ملأ قرب النبي وقرب أبي بكر وملأ لمولاه. فقال عبد الله : ما مثلنا ومثل هؤلاء إلا كما قيل : سمن كلبك يأكلك ، فبلغ قوله عمر رضي الله عنه ، فاشتمل بسيفه يريد التوجه إليه ، فأنزل الله تعالى هذه الآية (١).
عن ميمون بن مهران ، عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً) [سورة البقرة ، الآية : ٢٤٥] قال يهودي بالمدينة يقال له فنحاص : احتاج رب محمد. فلما سمع عمر بذلك اشتمل على سيفه وخرج في طلبه ، فجاء جبريل عليهالسلام إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : إن ربك يقول : (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ) واعلم أن عمر قد اشتمل على سيفه وخرج في طلب اليهودي. فبعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم في طلبه فلما جاء قال : «يا عمر ، ضع سيفك». قال : صدقت يا رسول الله ، أشهد أنك أرسلت بالحق. قال : «فإن ربك يقول : (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ)». قال : لا جرم والذي بعثك بالحق ، ولا يرى الغضب في وجهي (٢).
الآية : ٢٣ ـ قوله تعالى : (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى
__________________
(١) النيسابوري ، ٣١٢ ـ ٣١٣ ، وزاد المسير ، ج ٧ / ٣٥٧ ، وتفسير القرطبي ، ج ١٦ / ١٦١.
(٢) النيسابوري ٣١٣ ، وتفسير القرطبي ، ج ١٦ / ١٦١.