أخرج الطبراني في الأوسط بسند فيه من لا يعرف ، عن ابن عباس : أن أربعين من أصحاب النجاشي قدموا على النبي صلىاللهعليهوسلم ، فشهدوا معه أحدا فكانت فيهم جراحات ولم يقتل منهم أحد ، فلما رأوا ما بالمؤمنين من الحاجة قالوا : يا رسول الله ، إنا أهل ميسرة فأذن لنا نجيء بأموالنا نواسي بها المسلمين ، فأنزل الله فيهم : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ) (٥٢) الآيات [سورة القصص ، الآية : ٥٢]. فلما نزلت قالوا : يا معشر المسلمين ، أما من آمن منا بكتابكم فله أجران ، ومن لم يؤمن بكتابكم فله أجر كأجوركم ، فأنزل الله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ) الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل قال : لما نزلت : (أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا) [سورة القصص ، الآية : ٥٤]. فخر مؤمنو أهل الكتاب على أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم فقالوا : لنا أجران ولكم أجر ، فاشتد ذلك على الصحابة ، فأنزل الله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ) الآية ، فجعل لهم أجرين مثل أجور مؤمني أهل الكتاب (١).
الآية : ٢٩ ـ قوله تعالى : (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (٢٩).
وأخرج ابن جرير عن قتادة قال : بلغنا أنه لما نزلت : (يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ) حسد أهل الكتاب المسلمين عليها ، فأنزل الله : (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ) الآية.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال : قالت اليهود : يوشك أن يخرج منا نبي فيقطع الأيدي والأرجل ، فلما خرج من العرب كفروا ، فأنزل الله : (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ) الآية ، يعني بالفضل النبوة (٢).
__________________
(١) السيوطي ٢٨٤ ، وانظر تفسير زاد المسير ، ج ٨ / ١٧٨ ، وتفسير القرطبي ، ج ١٧ / ٢٦٦ ، وتفسير ابن كثير ، ج ٤ / ٣١٧.
(٢) النيسابوري ، ٢٨٤ ـ ٢٨٥ ، وتفسير القرطبي ، ج ١٧ / ٢٦٨.