قوله تعالى : (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ) الآية. أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم والبيهقي وابن عساكر بسند ضعيف عن ابن عمر قال : خرجت مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى دخل بعض حيطان المدينة فجعل يلتقط من التمر ويأكل ، فقال لي : «يا ابن عمر ، ما لك لا تأكل؟» قلت : لا أشتهيه ، قال : «لكني أشتهيه وهذا صبح رابعة منذ لم أذق طعاما ولم أجده ، ولو شئت لدعوت ربي فأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر ، فكيف بك يا ابن عمر إذا لقيت قوما يخبئون رزق سنتهم ويضعف اليقين؟» قال : فو الله ما برحنا ولا رمنا حتى نزلت : (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (٦٠). فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن الله لم يأمرني بكنز الدنيا ولا باتباع الشهوات ، ألا وإني لا أكثر دينارا ولا درهما ولا أخبئ رزقا لغد (١).
الآية : ٦٧ ـ قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللهِ يَكْفُرُونَ) (٦٧).
قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا) الآية. أخرج جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أنهم قالوا : يا محمد ، ما يمنعنا أن ندخل في دينك إلا مخافة أن يتخطفنا الناس لقلّتنا والأعراب أكثر منا ، فمتى ما يبلغهم أنا قد دخلنا في دينك اختطفنا فكنا أكلة رأس ، فأنزل الله : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً) (٢).
__________________
(١) السيوطي ، ٢١٤ ـ ٢١٥ ، والدر المنثور ، ج ٥ / ١٤٩ ، وتفسير ابن كثير ، ج ٣ / ٤٢٠ ، وقال ابن كثير : وهذا حديث غريب ضعيف.
(٢) السيوطي ٢١٥ ، وتفسير القرطبي ، ج ١٣ / ٣٠٠ ، وجويبر ضعيف جدا ، وهو متروك.