والليلة المطيرة والليلة الشاتية ، وإنا نحب أن تأتينا ، فتصلى لنا فيه ، فقال : إنى على جناح سفر ، وحال شغل ، ولو قد قدمنا إن شاء الله لآتيناكم ، فصلينا لكم فيه.
فلما نزل بذى أوان ، أتاه خبر المسجد ، فدعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم مالك بن الدخشم أخا بنى سالم بن عوف ، ومعن بن عدى ، أخا بنى العجلان ، فقال : انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله ، فاهدماه وحرقاه فخرجا سريعين حتى أتيا بنى سالم بن عوف ، وهم رهط مالك بن الدخشم ، فقال مالك لمعن : أنظرنى حتى أخرج إليك بنار من أهلى. فدخل إلى أهله ، فاخذ سعفا من النخل ، فأشعل فيه نارا ، ثم خرجا يشتدان حتى دخلاه وفيه أهله ، فحرقاه وهدماه ، وتفرقوا عنه.
* * *
وكانت مساجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم فيما بين المدينة إلى تبوك معلومة مسماة.
وقدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة ، وكان قد تخلّف عنه رهط من المنافقين ، وتخلّف ثلاثة من المسلمين من غير شك ولا نفاق : كعب بن مالك ، ومرارة بن الربيع ، وهلال بن أمية ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لأصحابه : لا تكلمن أحدا من هؤلاء الثلاثة ، فاعتزل المسلمون كلام أولئك النفر الثلاثة.
ويقول كعب : وآذن رسول الله صلىاللهعليهوسلم الناس بتوبة الله علينا ، حين صلى الفجر ، فذهب الناس يبشروننا ، وذهب نحو صاحبى مبشرون ، وركض رجل إلى فرسا ، وسعى ساع من أسلم ، حتى أوفى على الجبل ، فكان الصوت أسرع من الفرس. فلما جاءنى الذى سمعت صوته