٣٧ ـ إسلام عمر بن الخطاب
ولما قدم عمرو بن العاص ، وعبد الله بن أبى ربيعة على قريش ، ولم يدركا ما طلبا من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وردهما النجاشى بما يكرهون ، وأسلم عمر بن الخطاب ـ وكان رجلا ذا شكيمة لابرام ما وراء ظهره ـ امتنع به أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم وبحمزة ، حتى غلبوا قريشا.
* * *
وكان إسلام عمر بعد خروج من خرج من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى الحبشة.
وتقول أم عبد الله بنت أبى حثمة : والله إنا لنترحل إلى أرض الحبشة ، وقد ذهب عامر زوجى فى بعض حاجاتنا ، إذ أقبل عمر بن الخطاب حتى وقف علىّ وهو على شركه ـ وكنا نلقى منه البلاء أذى لنا وشدة علينا ـ فقال : إنه للانطلاق يا أم عبد الله! قلت : نعم ، والله لنخرجن فى أرض الله آذيتمونا وقهرتمونا ، حتى يجعل الله مخرجا. فقال : صحبكم الله. ورأيت له رقة لم أكن أراها. ثم انصرف وقد أحزنه خروجنا.
فجاء عامر بحاجته تلك فقلت له : يا أبا عبد الله. لو رأيت عمر آنفا ورقته وحزنه علينا! قال : أطمعت فى إسلامه؟ قلت : نعم. قال : فلا يسلم الذى رأيت حتى يسلم حمار الخطاب ..... يأسا منه ، لما كان يرى من غلظته وقسوته على الإسلام.
* * *
وكانت أخته فاطمة بنت الخطاب ، عند سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، وكانت قد أسلمت ، وأسلم بعدها سعيد بن زيد ، وهما مستخفيان بإسلامهما من عمر.