وهى بيده ، فأقرها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، على ما مضى من ولايته.
* * *
وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعد عبد المطلب مع عمه أبى طالب. وكان عبد المطلب يوصى به عمه أبا طالب ، وذلك لأن عبد الله أبا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأبا طالب ، أخوان لأب وأم ، أمهما فاطمة بنت عمرو ابن عائذ بن عبد بن عمران بن مخزوم ، فكان أبو طالب هو الذى يلى أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعد جده ، فكان إليه ومعه.
* * *
وكان رجل من «لهب» ، (١) وكان عائفا ، فكان إذا قدم مكة أتاه رجال من قريش بغلمانهم ينظر إليهم ويعتاف لهم فيهم ، فأتى أبو طالب بالنبى صلىاللهعليهوسلم وهو غلام مع من يأتيه ، فنظر إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ثم شغله عنه شىء ، فلما فرغ قال : الغلام ، علىّ به ، فلما رأى أبو طالب حرصه عليه غيبه عنه ، فجعل يقول : وويلك! ردوا علىّ الغلام الذى رأيت آنفا ، فو الله ليكونن له شأن. فانطلق به أبو طالب.
* * *
١٥ ـ حديث بحيرى الراهب
ثم إن أبا طالب خرج فى ركب تاجرا إلى الشام ، فلما تهيأ للرحيل وأجمع السير تعلق به رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فرقّ له ، وقال : والله لأخرجن به معى ، ولا يفارقنى ولا أفارقه أبدا.
فخرج به معه ، فلما نزل الركب بصرى من أرض الشام ، وبها راهب ـ يقال له : بحيرى فى صومعة له ، وكان إليه علم أهل النصرانية ، فلما نزلوا ذلك
__________________
(١) لهب : قبيلة من أزد شنوءة.