بنى ساعدة بن كعب بن الخزرج وكلاهما ، كان نقيبا. فأما المنذر فأعجز القوم وأما سعد فأخذوه ، فربطوا يديه إلى عنقه بنسع رحله ، ثم أقبلوا به حتى أدخلوه مكة يضربونه ، ويجذبونه بجمته ، وكان ذا شعر كثير.
* * *
٥١ ـ الهجرة إلى المدينة
وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم قبل بيعة العقبة لم يؤذن له فى الحرب ، إنما يؤمر بالدعاء إلى الله والصبر على الأذى ، والصفح عن الجاهل. وكانت قريش قد اضطهدت من اتبعه من المهاجرين حتى فتنوهم عن دينهم ونفوهم من بلادهم ، فهم من بين مفتون فى دينه ومن بين معذب فى أيديهم ، ومن بين هارب فى البلاد فرارا منهم ، منهم من بأرض الحبشة ، ومنهم من بالمدينة ، وفى كل وجه. فلما عتت قريش على الله عزوجل ، وردوا عليه ما أرادهم به من الكرامة ، وكذبوا نبيه صلىاللهعليهوسلم ، وعذبوا ونفوا من عبده ، ووحده وصدق نبيه واعتصم بدينه ، أذن الله عزوجل لرسوله صلىاللهعليهوسلم فى القتال والانتصار ممن ظلمهم وبغى عليه.
فلما أذن الله تعالى له صلىاللهعليهوسلم فى الحرب ، وبايعه هذا الحى من الأنصار على الإسلام والنصرة له ولمن اتبعه ، وأوى إليهم من المسلمين ، أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم أصحابه من المهاجرين من قومه ، ومن معه بمكة من المسلمين ، بالخروج إلى المدينة والهجرة إليها ، واللحوق بإخوانهم من الأنصار ، وقال : إن الله عزوجل قد جعل لكم إخوانا ودارا تأمنون بها. فخرجوا أرسالا ، وأقام رسول الله صلىاللهعليهوسلم بمكة ينتظر أن يأذن له ربه فى الخروج من مكة ، والهجرة إلى المدينة.