الناس إلى أبى بكر ، فقالوا له : هل لك يا أبا بكر فى صاحبك؟ يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلى فيه ورجع إلى مكة. فقال لهم أبو بكر : والله لئن كان قاله لقد صدق ، فما يعجبكم من ذلك ، فو الله إنه ليخبرنى أن الخبر ليأتيه من الله من السماء إلى الأرض فى ساعة من ليل أو نهار فأصدقه ، فهذا أبعد مما تعجبون منه. ثم أقبل حتى انتهى إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا نبى الله ، أحدثت هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة؟ قال : نعم. قال : يا نبى الله ، فصفه لى ، فإنى قد جئته ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : فرفع لى حتى نظرت إليه ، فجعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم يصفه لأبى بكر ، ويقول أبو بكر : صدقت ، أشهد أنك رسول الله ، كلما وصف له منه شيئا ، قال : صدقت ، أشهد أنك رسول الله ، حتى إذا انتهى ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لأبى بكر : وأنت يا أبا بكر الصديق فيومئذ سماه الصديق.
* * *
٤٧ ـ خروج الرسول إلى الطائف
ولما هلك أبو طالب نالت قريش من رسول الله صلىاللهعليهوسلم من الأذى ما لم تكن تنال منه فى حياة عمه أبى طالب ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى الطائف ، يلتمس النصرة من ثقيف ، والمنعة بهم من قومه. ورجاء أن يقبلوا منه ما جاءهم به من الله عزوجل ، فخرج إليهم وحده.
ولما انتهى رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى الطائف عمد إلى نفر من ثقيف هم يومئذ سادة ثقيف ، وأشرافهم ، وهم إخوة ثلاثة : عبد باليل بن عمرو