وكذا. قال : قد أخذتها به. قال : هى لك يا رسول الله فركبها وانطلقا ، وأردف أبو بكر الصديق رضى الله عنه عامر بن فهيرة مولاه خلفه ، ليخدمهما فى الطريق.
* * *
وتقول أسماء : لما خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأبو بكر رضى الله عنه ، أتانا نفر من قريش ، فيهم أبو جهل بن هشام ، فوقفوا على باب أبى بكر ، فخرجت إليهم ، فقالوا : أين أبوك يا بنت أبى بكر؟ قلت : لا أدرى والله أين أبى؟ فرفع أبو جهل يده ـ وكان فاحشا خبيثا ـ فلطم خدى لطمة طرح منها قرطى ثم انصرف ، فمكثنا ثلاث ليال وما ندرى أين وجه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكانوا أربعة : رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأبو بكر ، الصديق رضى الله عنه ، وعامر بن فهيرة مولى أبى بكر ، وعبد الله بن أريقط دليلهما.
وتقول أسماء : ولما خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم وخرج أبو بكر معه احتمل أبو بكر ماله كله ، ومعه خمسة آلاف درهم أو ستة آلاف ، فانطلق بها معه. قالت : فدخل علينا جدى أبو قحافة ، وقد ذهب بصره ، فقال : والله إنى لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه. قلت : كلا يا أبت! إنه قد ترك لنا خيرا كثيرا. قالت : فأخذت أحجارا فوضعتها فى كوة فى البيت الذى كان أبى يضع ماله فيها ، ثم وضعت عليها ثوبا ، ثم أخذت بيده ، فقلت : يا أبت ، ضع يدك على هذا المال ، فوضع يده عليه ، فقال : لا بأس ، إذا كان ترك لكم هذا فقد أحسن ، وفى هذا بلاغ لكم ، ولا والله ما ترك لنا شيئا ، ولكنى أردت أن أسكن الشيخ بذلك.
* * *