غلبة استعمال المشتقّ في المنقضي ، فإن كان موضوعا للمتلبّس ، فهذه الاستعمالات تكون عند القائل بالتلبّس بلحاظ حال التلبّس وحقيقة ، وأمّا على الأعمّ فلا يمكن أن تكون بلحاظ حال التلبّس ، لعدم الاحتياج في كون الاستعمال حقيقة إلى لحاظ حال التلبّس ، ضرورة أنّ المنقضي والمتلبّس على حدّ سواء في كونهما فردين للمفهوم الواقعي للمشتقّ ، ومع عدم لحاظ حال التلبّس ولحاظ حال الانقضاء في هذه الاستعمالات الكثيرة كيف يدّعى الانصراف إلى خصوص المتلبّس!؟
هذا كلّه ، مضافا إلى عدم تعقّل الجامع بين المتلبّس والمنقضي عنه المبدأ حتى يوضع اللفظ له ، فإنّ الجامع بين الواجد للوصف والفاقد له غير معقول.
نعم يمكن الوضع لمن تحقّق منه المبدأ ، سواء كان باقيا أو زائلا ، ولكنّه ـ مضافا إلى أنّ لازمه أخذ الزمان في مفهوم المشتقّ الّذي لا يلتزم الخصم به أيضا ـ واضح الفساد ، ضرورة صحّة استعمال المشتقّ فيما سيأتي بأن يقال : «زيد سيكون ضاربا» بلا كلام ، وكونه حقيقة ، ولا معنى لقولنا : «زيد سيكون تحقّق منه الضرب».
وممّا ذكرنا ظهر الجواب عمّا أورد على دعوى صحّة السلب ، بأنّه لو أريد بها صحّة السلب مطلقا ، فممنوع ، وإن أريد مقيّدا ، فلا يدلّ على الوضع للمتلبّس ، ولا نتعرّض له.