وشيخنا الأستاذ ـ قدسسره ـ أنكر لزوم تصوير الجامع ، والتزم بأنّ الموضوع له للفظ «الصلاة» مثلا هي المرتبة العالية من الصلاة الجامعة لجميع الأجزاء والشرائط ، وإطلاق لفظ «الصلاة» على غيرها من المراتب مبنيّ على تنزيل الفاقد منزلة الواجد في الأفراد الصحيحة ، وعلى المسامحة من باب المشابهة والمشاكلة في الصورة في الأفراد الفاسدة (١).
وما أفاده ـ قدسسره ـ مخدوش :
أوّلا : بأنّ المرتبة العالية أيضا لها مراتب ، فإنّها من الحاضر في صلاة الظهر أربع ركعات ، ومن المسافر ركعتان ، وفي صلاة المغرب ثلاث ركعات ، وفي صلاة الآيات ذات عشر ركوعات ، وفي صلاة الأعرابي ذات اثنتي عشرة ركعة وهكذا ، فبالأخرة لا بدّ من تصوير الجامع بين هذه الأفراد ، فما وجه إنكاره؟
وثانيا : بأنّ لازم ذلك أن يكون استعمال لفظ «الصلاة» في غير المرتبة العالية من المراتب استعمالا مجازيا ، ونحن نرى بالوجدان عدم التفاوت بين موارد استعمالاته ، فنحمل ونطلق لفظ «الصلاة» على الفاقدة بلا عناية ولا علاقة ، كإطلاقه على الواجدة بلا تفاوت أصلا.
ثمّ إنّ المراد من الصحيح ـ الّذي هو محلّ الكلام في أنّه موضوع له أو لا ـ ليس الصحيح من جميع الجهات حتى الجهات
__________________
(١) أجود التقريرات ١ : ٣٦.