وربما يفترقان.
وهناك من لم يؤمن بفصل العلم عن الدين فحاول إخضاع القرآن الكريم للفرضية ، فأخذ يفسِّر ما يرجع إلى خلقة الإنسان في سور مختلفة على وجه ينطبق على تلك الفرضية.
هذا وكان السجال حادّاً بين المتعبّدين بالنص والمتأوّلين له إلى أن أثبت الزمان زيف الفرضية والفروض التي جاءت بعده حول خلقة الإنسان.
وليست خلقة الإنسان موضوعاً فريداً في هذا الباب ، بل لم يزل أصحاب البدع والنحل في دأب مستمر لإخضاع القرآن لآرائهم وعقائدهم ، فهذه النحل الكثيرة السائدة بين المسلمين اتّخذوا القرآن ذريعة لعقائدهم ، فما من منتحل إلّا ويستدلّ بالقرآن على صحة عقيدته مع أنّ الحقّ واحد وهؤلاء متكثّرون.
وكلّ يدّعي وصلاً بليلىٰ |
|
وليلىٰ لا تقرّ لهم بذاكا |
ولقد كان لتفسير القرآن بالرأي دور في ظهور النحل والبدع بين المسلمين ، وكأنّ القرآن نزل لدعم آرائهم ومعتقداتهم !! أعاذنا الله وإيّاكم من التفسير بالرأي. (١)
هذه شرائط عشرة ينبغي للمفسِّر أن يتحلّىٰ بها ، وهناك آداب أُخرى ذكرها العلماء في كتبهم لم نتعرض إليها خشية الإطالة.
وثمة كلمة قيمة للعلّامة الشيخ محمد جواد مغنية جاء فيها :
ولا بدّ لهذا العلم من معدّات ومؤهّلات ، منها العلوم العربية بشتى أقسامها ، وعلم الفقه وأُصوله ، ومنها الحديث وعلم الكلام ، ليكون المفسر على بيّنة ممّا يجوز
______________________
١. سيوافيك الكلام في حقيقة التفسير بالرأي في الأمر الرابع من التمهيدات.