ج. الوجود اللا متناهي لا يقبل التعدّد
هذا البرهان مؤلّف من صغرى وكبرى والنتيجة هو وحدة الواجب وعدم إمكان تعدّده ، وإليك صورة القياس حتى نبرهن على كلّ من صغراه وكبراه.
وجود الواجب غير متناه.
وكلّ غير متناه واحد لا يقبل التعدّد.
فالنتيجة وجود الواجب واحد لا يقبل التعدّد.
وإليك البرهنة على كلّ من المقدّمتين.
أمّا الصغرى : فانّ محدودية الموجود ، ملازمة لتلبّسه بالعدم. ولأجل تقريب هذا المعنى لاحظ الكتاب الموضوع بحجم خاص ، فانّك إذا نظرت إلى أيّ طرف من أطرافه ترى أنّه ينتهى إليه وينعدم بعده ، ولا فرق في ذلك بين صغير الموجودات وكبيرها ، حتّى أنّ جبال الهملايا مع عظمتها محدودة لا نرى أي أثر للجبل بعد حدّه. وهذه خصيصة كلّ موجود متناه زماناً أو مكاناً أو غير ذلك ، فالمحدودية والتلبس بالعدم متلازمان.
وبتقرير آخر : انّ عوامل المحدودية تمحور في الأُمور التالية :
١. كون الشيء محدوداً بالماهية ومزدوجاً بها ، فانّها حد وجود الشيء والوجود المطلق بلا ماهية غير محدد ولا مقيد وإنّما يتحدّد بالماهية.
٢. كون الشيء واقعاً في إطار الزمان ، فهذا الكم المتصل ( الزمان ) يحدّد وجود الشيء في زمان دون آخر.
٣. كون الشيء في حيّز المكان ، وهو أيضاً يُحدّد وجود الشيء ويخصّه بمكان دون آخر.