قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تأويلات أهل السنّة تفسير الماتريدي [ ج ٤ ]

تأويلات أهل السنّة تفسير الماتريدي [ ج ٤ ]

185/559
*

واحد.

وقوله ـ عزوجل ـ : (قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ) : [قيل : صرفنا الآيات](١) ، أي : صرفنا كل آية إلى موضعها الذي يكون لهم دليلا عند الحاجة إليها.

وقيل (٢) : (قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ) [قد](٣) بينا الآيات (لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) ، أي : لقوم ينتفعون بعلمهم وإذا انتفعوا (٤) بها صارت الآيات لهم ؛ لأن من انتفع بشيء يصير ذلك له ؛ لذلك ذكر لقوم يعلمون ؛ لأنهم إذا لم ينتفعوا بها لم تصر الآيات لهم.

وقوله ـ عزوجل ـ : (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) [الأنعام : ٩٨]

فيه دلالة أنه يبدئ ويعيد من غير شيء ؛ لأنه أخبر أنه خلق البشر كله من نفس واحدة ، والخلائق كلهم لو اجتمعوا ما احتملت الأرض ، ولم تكن الخلائق بأجمعهم في تلك النفس الواحدة ، دل أنه قادر على الابتداء (٥) والإعادة لا من شيء ؛ إذ لم يكن لتلك النفس التي خلق الخلائق منها تقدمة شيء.

وقوله ـ عزوجل ـ : (فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ) [الأنعام : ٩٨]

قال الحسن (٦) : مستقر في الآخرة بعمله الذي ختم به : إن ختم بعمل الخير يبقى أبدا في الخير ، وإن ختم بشر يبقى أبدا في شر ، ومستودع في أجله ، ينتقل من وقت إلى وقت ومن حال إلى حال.

وقيل (٧) : مستقر في الدنيا. ويشبه أن يكون مستقر ومستودع في كل حال وكل وقت مستقر (في) [أرحام النساء ومستودع في أصلاب الرجال ، وهو قول عامة أهل التأويل ، وقيل مستقر في القبر ، ومستودع في الدنيا ، ويشبه أن يكون (فَمُسْتَقَرٌّ)](٨) في حال القيام حتى ينتقل إلى حال أخرى ، (وَمُسْتَوْدَعٌ) [لما هو على شرف الانتقال إلى أخرى. وجائز

__________________

(١) سقط في ب.

(٢) ذكره ابن جرير (٥ / ٢٨١) ، وأبو حيان في البحر المحيط (٤ / ١٩١).

(٣) سقط في ب.

(٤) في أ : شفعوا.

(٥) في ب : إبداء.

(٦) أخرجه ابن جرير بنحوه (٥ / ٢٨٦) (١٣٦٦٣) والبغوي في تفسيره (٢ / ١١٨) وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٦٦) وعزاه لأبي الشيخ عن الحسن وقتادة بنحوه.

(٧) أخرجه ابن جرير (٥ / ٢٨٣) (١٣٦٢٩) عن ابن مسعود بنحوه وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٦٦) وعزاه لعبد الرزاق وابن أبي حاتم وأبي الشيخ عن ابن مسعود.

(٨) بدل ما بين المعقوفين في أ : في الدنيا ، ويشبه أن يكون (مستقر) و (مستودع) في كل حال وكل وقت.