قائمة الکتاب
من آية 95 إلى 99
١٨٠تفسير سورة الأعراف
إعدادات
تأويلات أهل السنّة تفسير الماتريدي [ ج ٤ ]
تأويلات أهل السنّة تفسير الماتريدي [ ج ٤ ]
المؤلف :أبي منصور محمّد بن محمّد بن محمود الماتريدي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار الكتب العلميّة
الصفحات :559
تحمیل
واحد.
وقوله ـ عزوجل ـ : (قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ) : [قيل : صرفنا الآيات](١) ، أي : صرفنا كل آية إلى موضعها الذي يكون لهم دليلا عند الحاجة إليها.
وقيل (٢) : (قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ) [قد](٣) بينا الآيات (لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) ، أي : لقوم ينتفعون بعلمهم وإذا انتفعوا (٤) بها صارت الآيات لهم ؛ لأن من انتفع بشيء يصير ذلك له ؛ لذلك ذكر لقوم يعلمون ؛ لأنهم إذا لم ينتفعوا بها لم تصر الآيات لهم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) [الأنعام : ٩٨]
فيه دلالة أنه يبدئ ويعيد من غير شيء ؛ لأنه أخبر أنه خلق البشر كله من نفس واحدة ، والخلائق كلهم لو اجتمعوا ما احتملت الأرض ، ولم تكن الخلائق بأجمعهم في تلك النفس الواحدة ، دل أنه قادر على الابتداء (٥) والإعادة لا من شيء ؛ إذ لم يكن لتلك النفس التي خلق الخلائق منها تقدمة شيء.
وقوله ـ عزوجل ـ : (فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ) [الأنعام : ٩٨]
قال الحسن (٦) : مستقر في الآخرة بعمله الذي ختم به : إن ختم بعمل الخير يبقى أبدا في الخير ، وإن ختم بشر يبقى أبدا في شر ، ومستودع في أجله ، ينتقل من وقت إلى وقت ومن حال إلى حال.
وقيل (٧) : مستقر في الدنيا. ويشبه أن يكون مستقر ومستودع في كل حال وكل وقت مستقر (في) [أرحام النساء ومستودع في أصلاب الرجال ، وهو قول عامة أهل التأويل ، وقيل مستقر في القبر ، ومستودع في الدنيا ، ويشبه أن يكون (فَمُسْتَقَرٌّ)](٨) في حال القيام حتى ينتقل إلى حال أخرى ، (وَمُسْتَوْدَعٌ) [لما هو على شرف الانتقال إلى أخرى. وجائز
__________________
(١) سقط في ب.
(٢) ذكره ابن جرير (٥ / ٢٨١) ، وأبو حيان في البحر المحيط (٤ / ١٩١).
(٣) سقط في ب.
(٤) في أ : شفعوا.
(٥) في ب : إبداء.
(٦) أخرجه ابن جرير بنحوه (٥ / ٢٨٦) (١٣٦٦٣) والبغوي في تفسيره (٢ / ١١٨) وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٦٦) وعزاه لأبي الشيخ عن الحسن وقتادة بنحوه.
(٧) أخرجه ابن جرير (٥ / ٢٨٣) (١٣٦٢٩) عن ابن مسعود بنحوه وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٦٦) وعزاه لعبد الرزاق وابن أبي حاتم وأبي الشيخ عن ابن مسعود.
(٨) بدل ما بين المعقوفين في أ : في الدنيا ، ويشبه أن يكون (مستقر) و (مستودع) في كل حال وكل وقت.