ليس له التناول إلا ببدل ، وقد ذكرنا هذا.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَإِنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ) ، دل هذا على أن الكل منهم لم يكونوا يضلون ؛ ولكن البعض ، هم الأئمة منهم والرؤساء ؛ لأن الأتباع منهم كانوا لا يضلون الناس ؛ إنما كانوا يضلون الكبراء منهم والعظماء ، (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ).
وقد ذكرنا هذا فيما تقدم (١).
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَباطِنَهُ).
اختلف فيه :
فقيل (٢) : وذروا [ظاهر](٣) الإثم بظاهر الجوارح وباطنها ، ظاهر الجوارح من نحو : اليد ، والرجل ، واللسان ، والعين.
وباطن الجوارح : القلوب ، والضمائر.
وقيل : ذروا الإثم في ملأ من الخلق ، وفي الخلاء منهم.
وقيل (٤) : ظاهر الإثم : ما ذكرنا ، وباطنه : الزنا.
قال أبو بكر الكيساني : الزنا [هاهنا لا يحتمل](٥) ؛ لأن الآية في ذكر [ما يحل من الأطعمة وما لا يحل ، ولكن يجوز أن ابتدأ النهي عن الزنا ، وإن كان أول الآية في ذكر الأطعمة](٦) ؛ ويصير قوله : (وَذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَباطِنَهُ) كأنه قال : وذروا المآثم [كلها](٧) ما ظهر منها وما بطن.
وقوله ـ عزوجل ـ : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِما كانُوا يَقْتَرِفُونَ).
لا يتركون وما عملوا ؛ ولكن [يجزون](٨) جزاء ما عملوا من الإثم ، وهو وعيد
__________________
(١) في سورة البقرة آية : [١٩٠].
(٢) ذكره الرازي في تفسيره (٧ / ١٣٧) ، وابن عادل في اللباب (٨ / ٤٠٣).
(٣) سقط في ب.
(٤) أخرجه ابن جرير (٥ / ٣٢٤) (١٣٨٠٤) عن سعيد بن جبير بنحوه (١٣٨٠٧) عن مجاهد.
وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٧٧) وعزاه لابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن ابن عباس بنحوه ، ولابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد ابن جبير.
(٥) في ب : لا يحتمل هاهنا.
(٦) سقط في أ.
(٧) سقط في أ.
(٨) سقط في أ.