جميعا ؛ كما قال : (وَلَوْ لا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ) [هود : ٩١] ، وكقول قوم لوط للوط : (لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ) [الشعراء : ١٦٧] وكقول قوم نوح : (لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ) [الشعراء : ١١٦] ، وما أخبر عن قول هؤلاء لرسولنا حيث قال : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ) [الأنفال : ٣٠] قد كان من القوم إلى الأنبياء والرسل ـ عليهمالسلام ـ المعنيان جميعا التوعد بالقتل والإخراج جميعا ؛ فعلى ذلك يحتمل ذلك من (١) قوم شعيب ما ذكرنا ، والله أعلم. وكذلك كانوا يقولون للرسل جميعا ؛ حيث قالوا : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ ...) [إبراهيم : ١٣] الآية ، هكذا (٢) كانت عادة جميع الكفرة [أنهم](٣) كانوا يخوفون الرسل بالإخراج مرة وبالقتل مرة ثانية.
وقوله ـ عزوجل ـ : (أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا).
يحتمل قوله : (أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا) لما عندهم أنه كان على دينهم الذي هم عليه لما لم يروا منه عبادته لله فيما [عبده](٤) سرّا ، فقالوا : (لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا) على ما كان عندهم أنه على ذلك ؛ وهو كما قالوا الصالح : (قَدْ كُنْتَ فِينا مَرْجُوًّا قَبْلَ هذا) [هود : ٦٢] كان عندهم أنه على دينهم قبل ذلك ، فعلى ذلك يحتمل قول هؤلاء لتعودن من العود إلى ما كان عندهم أنه على ذلك.
ويحتمل على ابتداء (٥) الدخول فيها والاختيار ؛ كقوله : (يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ).
على منع الدخول فيها ؛ لا أنهم (٦) كانوا فيها ، ثم أخرجهم فعلى ذلك الأوّل.
وقوله ـ عزوجل ـ : (قالَ أَوَلَوْ كُنَّا كارِهِينَ).
يقول : لنعودن في ملتكم ، وإن كنا كارهين ، أي : [قد](٧) تأبى عقولنا ، وتكره طباعنا من (٨) الدخول في ملتكم فكيف نعود فيها؟ (قَدِ افْتَرَيْنا عَلَى اللهِ كَذِباً إِنْ عُدْنا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللهُ مِنْها).
يحتمل قوله : (إِنْ عُدْنا فِي مِلَّتِكُمْ) وجوها ثلاثة :
__________________
(١) في أ : عن.
(٢) في أ : هذه.
(٣) سقط في أ.
(٤) سقط في ب.
(٥) في أ : الابتداء.
(٦) في أ : لأنهم.
(٧) سقط في أ.
(٨) في أ : عن.