من ترك عبادة فرعون وخدمته.
(وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ) وقد قرئ (١) : بآلهتك فمن قرأه : (وَآلِهَتَكَ) حمله على العبادة ، أي : يذرك وعبادتك ، ومن قرأه (٢) بآلهتك ، وهو قول ابن عباس ومجاهد ، قالوا : إن
__________________
ـ ذات الشمال واستقبلت الجنوب وتسير في الرمل وأنت متوجه إلى القبلة يكون الرمل من مصبه عن يمينك إلى إفريقية.
وعن يسارك من أرض مصر الفيوم منها ، وأرض الواحات الأربعة ، ذلك غربيّ مصر وهو ما استقبلته منه ، ثم يعرج من آخر أرض الواحات ، وتستقبل الشرق سائرا إلى النيل فتسير ثماني مراحل إلى النيل ثم على النيل مصاعدا وهي آخر أرض الإسلام هناك.
ويليها بلاد النوبة ، ثم تقطع النيل وتأخذ من أرض أسوان في الشرق منكبا عن بلاد السودان إلى عيذاب ساحل البحر الحجازي ، فمن أسوان إلى عيذاب خمس عشرة مرحلة ، وذلك كله قبليّ أرض مصر ، ومهب الجنوب منها.
ثم تقطع البحر الملح من عيذاب إلى أرض الحجاز فتنزل الحوراء أول أرض مصر ، وهي متصلة بأعراض مدينة الرسول ـ عليهالسلام ـ وهو بحر القلزم داخل في أرض مصر بشرقية وغربيه ، فالشرقي منه أرض الحوراء وأرض مدين وأرض أيلة مصاعدا إلى المقطم بمصر ، والغربي منه ساحل عيذاب إلى بحر القلزم إلى المقطم ، والبحري منه مدينة القلزم ، وجبل الطور.
وبين القلزم والفرما مسيرة يوم وليلة وهو الحاجز بين البحرين : بحر الحجاز وبحر الروم ، وهذا كله شرقي مصر من الحوراء إلى العريش.
وذكر بعض أهل العلم والدواوين أن قرى مصر ألفان وثلاثمائة وخمسة وتسعون قرية ، منها الصعيد تسعمائة وسبع وخمسون قرية ، وأسفل الأرض أربعمائة وتسع وثلاثون قرية.
قالوا : والصعيد عشرون كورة ، وأسفل الأرض ثلاث وثلاثون كورة.
وهذه أسماء بعض كورها يضاف إليها اسم الكورة : الفيوم. منف وسيم. الشرقية. دلاص.
بوصير. أهناس. الفشن. البهنسا. طحا. جير. السمنودية. بويط. الأشمونين. أسفل أنصنا وأعلاها قوص. قاو. شطب. أسيوط. قهقوة. أخميم. دير أبشيا. هو. قنا. فاو. دندرا.
فقط. الأقصر. إسنا. أرمنت. أسوان.
وحال مصر مشهور.
ينظر : مراصد الاطلاع (٣ / ١٢٧٧ ـ ٢١٧٩).
(١) وقرأ العامة : (وَآلِهَتَكَ) ، وفي التفسير : أنه كان يعبد آلهة متعددة كالبقر والحجارة والكواكب ، أو آلهته التي شرع عبادتها لهم وجعل نفسه الإله الأعلى في قوله : (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى) [النازعات : ٢٤] ، وقرأ علي بن أبي طالب وابن مسعود وأنس وجماعة كثيرة : (وإلاهتك). وفيها وجهان ، أحدهما : أن «إلاهة» اسم للمعبود ، ويكون المراد بها معبود فرعون وهي الشمس ، وفي التفسير أنه كان يعبد الشمس ، والشمس تسمى «إلاهة» علما عليها ؛ ولذلك منعت الصرف للعلمية والتأنيث. والثاني : أن «إلاهة» مصدر بمعنى العبادة ، أي : ويذر عبادتك ؛ لأن قومه كانوا يعبدونه. ونقل ابن الأنباري عن ابن عباس أنه كان ينكر قراءة العامة ، ويقرأ «وإلاهتك» وكان يقول : إن فرعون كان يعبد ولا يعبد.
ينظر الدر المصون (٥ / ٤٢٤) ، وإتحاف الفضلاء (٢٢٩) والإملاء للعكبري (١ / ١٦٢) ، والبحر المحيط (٤ / ٣٦٧) ، وتفسير الطبري (١٣ / ٣٨) ، وتفسير القرطبي (٧ / ٢٦٢) ، والمجمع للطبرسي (٢ / ٤٦٤).
(٢) ينظر السابق.