اتخذت مغزلا قدر ذراع وصنارة (١) مثل إصبع ، وفلكة (٢) عظيمة ، وكانت تغزل هي وجواريها من الغداة إلى الظهر ، ثم تأمرهن بنقض ما غزلن ، والخرقاء : الحمقاء. والصنارة : الحديدة وفيها لغة بالسين.
وثمرة هذه الآية :
تحريم نقض العهد واليمين ، وإبطال الطاعات ، وتحريم السفه ؛ لأن الله تعالى شنّع بهذا المثال على من فعل فعلا فيه الضرر لا النفع ، فيدخل في هذا الخروج من الفرض صوما وصلاة ، ونحو ذلك.
وأما النفل فيخصه قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الصائم المتطوع أمير نفسه» وهذا مذهبنا أنه يجوز الخروج من صوم التطوع.
وقال زيد وأبو حنيفة : من دخل في نافلة لزمه تمامها قياسا على حج النفل.
قلنا : هذا ممنوع منه لقوله تعالى : (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ).
__________________
(١) لسان العرب ج : ٤ ص : ٤٦٨.
صنر الصنارة بكسر الصاد الحديدة الدقيقة المعقفة التي في رأس المغزل وقيل الصنارة رأس المغزل وقيل صنارة المغزل الحديدة التي في رأسه ولا تقل صنارة وقال الليث الصنارة مغزل المرأة وهو دخيل والصنارة الأذن يمانية والصنارية قوم بإرمينية نسبوا إلى ذلك ورجل صنارة وصنارة سيئ الخلق الكسر عن ابن الأعرابي والفتح عن كراع التهذيب الصنور البخيل السيئ الخلق والصنانير السيئ الأدب وإن كانوا ذوي نباهة وقال أبو علي صنارة بالكسر سيئ الخلق ليس من أبنية الكتاب لأن هذا البناء لم يجىء صفة والصنار شجر الدلب واحدته صنارة عن أبي حنيفة قال وهي فارسية تمت.
(٢) لسان العرب ج : ١٠ ص : ٤٧٨.
الفلكة من البعير موصل ما بين الفقرتين وفلكة اللسان الهنة الناتئة على رأس أصل اللسان وفلكة الزور جانبه وما استدار منه وفلكة المغزل معروفة سميت لاستدارتها وكل مستدير فلكة والجمع من ذلك كله فلك تمت.