وقد جاء مثل هذا في كلام لبيد (١) ، فإنه جعل للشمال يدا حيث قال :
وغداة ريح قد نشقت وقرة |
|
إذ أصبحت بيد الشمال زمامها |
والمعنى ترك الترفع كما يتركه الطير بخفض جناحه إذا ذل.
وقوله تعالى : (وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما)
المعنى وادع الله أن يرحمهما.
قال الحاكم : هذا إذا كانا مؤمنين لا إن كانا كافرين ، لقوله تعالى في سورة براءة : (ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى) [التوبة : ١١٣].
قال جار الله : وإذا كانا كافرين : فله أن يسترحم لهما بشرط الإيمان ، وأن يدعو الله لهما بالهداية والإرشاد.
ومن الناس من قال : كان الدعاء إلى الكفار جائزا ، ثم نسخ.
وسئل ابن عيينة عن الصدقة عن الميت فقال : كل ذلك واصل إليه ، ولا شيء أنفع له من الاستغفار ، ولو كان شيء أفضل منه لأمر به في الأبوين.
وقد قالت الفقهاء : لا يذهب بأبيه إلى البيعة ، وإذا بعث إليه ليحمله منها فعل ، ولا يناوله الخمر ، ويأخذ الإناء منه إذا شربها ، وهذا يشبه تمكين الذمي المأكول في شهر رمضان إن جعلناه فعلا محظورا.
__________________
(١) للبيد العامري وقبله.
بادرت حاجتها الدجاج بسحرة |
|
لاعل منها حين هب نيامها. |
وغداة ريح قد وزعت وقرة |
|
اذ اصبحت بيد الشمال زمامها. |
وهو لبي بن ربيعة بن مالك أبو عقيل العامري أدرك الإسلام وهو من المؤلفة قلوبهم وسكن الكوفة وتوفي سنة ٤١ ه وباب الاستشهاد حيث جعل للشمال يدا على سبيل الاستعارة كما في جناح الذل تمت.