وقول صفوان لحسان :
تلق ذباب السيف مني فإنني |
|
غلام إذا هو جيت لست بشاعر |
وكان أبي يقرأ (وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين) ، وهذا يحمل على أنه فسر به.
وقيل : كان غلاما يعمل بالفساد ، وتأذى منه أبواه عن الضحاك.
وقيل : كان يقطع الطريق ، وهذا يبيح القتل إذا كان كافرا ، وإن كان قاطعا للطريق محاربا فكذا أيضا ذلك يبيح القتل ، ومع الصغر يكون من باب المنكر يبيح القتل للدفع ، فهذا وجه.
الوجه الثاني : أنه كان صغيرا ، وهذا محكي عن ابن عباس وغيره ، وإذا كان كذلك فما المبيح لقتلة؟
قلنا : في ذلك وجوه :
الأول : يوافق القياس في شريعتنا ، وهو أن ذلك كالدفع عن الغير إذا فرض أنه قاطع طريق.
الثاني : أن الخضر عليهالسلام علم أنه إذا أدرك (١) كان على العصيان.
وروي عن ابن عباس أن نجدة الحروري كتب إليه كيف جاز قتله ، وقد نهى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن قتل الولدان؟ فكتب إليه : إن علمت من حال الولدان ما علم عالم موسى فلك أن تقتل. ونجدة كان خارجيا منسوب إلى حروراء ـ بالمد والقصر ـ وهو اسم موضع قريب من الكوفة : ذكره ابن الأثير.
الوجه الثالث : أن في قتله لطفا لأبويه ، واللطف الذي يدفع عن الطغيان والكفر واجب ، ولهذا بين الخضر الوجه بقوله : (فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما) قيل : هو من قول الخضر ، وقيل : من قول الله : عن الأصم.
__________________
(١) أي بلغ تمت.