أسئلة كلامية
الأول : أن يقال : كيف يحسن إنزال المضرة بإنسان ليكون لطفا لآخر؟
جوابه أن اللطف تابع لنفع من أنزلت به المضرة (١) ، وذلك تعويضه وإدخاله الجنة فحصل بقتله أمران اللطف والعوض.
الثاني : أن يقال : هل يستوي في حصول اللطف الموت والقتل؟
قال الحاكم : ذلك يختلف ، قد يكون الموت لطفا دون القتل فيجب الموت وعكسه ، فيجب القتل ويستويان فيخير.
الثالث : أن يقال : هل يحسن منا إن علمنا كما حسن من عالم موسى؟ جوابه ما تقدم عن ابن عباس في جوابه لنجدة أنه يحسن ، لكن إنما يكون العلم بخبر نبي ، وهذا إذا قلنا : إنا متعبدون بشرائع من تقدم ، وإن قلنا : إنا غير متعبدين لم يحسن منا ، وإن أعلمنا نبي ؛ لأن الشرائع تختلف.
ومنها : جواز السؤال للحاجة وقد يجب ذلك من قوله (اسْتَطْعَما أَهْلَها).
ومنها : جواز الإجارة من قوله : (لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً).
__________________
(١) بذا الجواب يستقيم على أصل أبي العباس من وجهين :
الأول : أن يحسن الألم لمجرد العوض فهو مقصود للألم عنده والعوض مانع.
الثاني : أن يقول إن العوض يبلغ مبلغا عظيما وإنه دائم غير منقطع فيكون مستحقه من أهل الجنة إذ لا لا دار .... غير الجنة والنار عنده. وأبو هاشم يخالفه في الوجهين فيجوز اللطف مقصود أن الألم والعوض مضمنا وتابع ولا يقول بدوامه فيجوز أن يوفر في غير الجنة والله أعلم.