قوله تعالى
(قالَ هذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ ما لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً وَأَمَّا الْغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما طُغْياناً وَكُفْراً فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْهُ زَكاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما وَكانَ أَبُوهُما صالِحاً فَأَرادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغا أَشُدَّهُما وَيَسْتَخْرِجا كَنزَهُما)(١) [الكهف : ٧٨ ـ ٨٢].
ثمرات ذلك :
منها : أخذ الشافعي من قوله : (فَكانَتْ لِمَساكِينَ) أن المسكين أحسن حالا من الفقير ، ومذهب الأئمة أن الفقير أحسن حالا لقوله تعالى : (أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ) [البلد : ١٦].
قيل : أراد قد لصق جلده بالتراب لشدة عريه.
وقالوا : في هذه الآية أن حصة كل واحد يسيرة أو أنهم أجراء ، ولهذا قرئ في الآحاد (لمسّاكين) بتشديد السين.
وعن الكلبي : كانت لعشرة إخوة ، خمسة زمنين ، وخمسة يعملون في البحر.
__________________
(١) سؤال حسن : لم قال في الآية الأولى : فأردت وفي الثانية : فأردنا وفي الثالثة : فأراد ربك؟
الجواب : أنه في الأولى في الظاهر إفساد فأسنده إلى نفسه. وفي الثالثة العام مخص فأسنده إلى الله تعالى وفي الثانية إفساد من حيث القتل العام من حيث التبديل فأسنده إلى نفسه وإلى الله تعالى. وقيل : لأن القتل كان منه وإزهاق الروح من الله تعالى تمت من الغرائب والعجائب.