أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ) [الحج : ٢٧ ـ ٣١]
المعنى قوله تعالى : (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ) أي ناد وأعلم ، وفي قراءة ابن محيص : (وآذن في الناس).
قال جار الله : والنداء أن يقول : حجوا أو عليكم الحج.
واختلف المفسرون من المخاطب بهذا؟
فعن علي ، وابن عباس ، وأبي مسلم : أنه إبراهيم عليهالسلام ، أي وقلنا لإبراهيم لما بنى البيت : أعلم الناس بوجوب الحج.
وعن ابن عباس : قام إبراهيم في المقام. وقيل : علا جبل أبي قبيس فنادى : يا أيها الناس إن الله قد دعاكم إلى الحج. وروي أنه قال : إن ربكم قد بنى بيتا فحجوه فأجابوا بلبيك اللهمّ لبيك : عن ابن عباس.
وروي أن صوته بلغ المشرق والمغرب ، وأجابه كل حجر ومدر ، وسمعه من في أصلاب الرجال وأرحام النساء.
وروي : فأجابه من قدر له أن يحج ممن في الأصلاب والأرحام.
قال الحاكم : أما بلوغ الصوت من في المشرق ومن في المغرب فجائز ، ويكون معجزة له.
وأما إجابة الجماد ومن ليس بحي فهذا لا يصح ، وسماعه محال.