وهذه الجملة قد انطوت على أمر وخبر ، فالأمر تضمن تسعة أشياء :
الأول : قوله تعالى : و (ارْكَعُوا).
والثاني : قوله تعالى : (وَاسْجُدُوا).
وقد اختلف ما أريد بذلك ، فقيل : أراد ركوع الصلاة وسجودها ؛ لأن الناس أول ما أسلموا كانوا يركعون بلا سجود ، ويسجدون بلا ركوع ، فأمروا أن تكون صلاتهم بركوع وسجود.
وفي الغزنوي (١) عن ابن عباس : كانت صلاتهم بلا ركوع ولا سجود ، وقد استدل أبو حنيفة بكونه تعالى جمع بين الركوع والسجود على أنه أريد بذلك ركوع الصلاة وسجودها لا سجود التلاوة لكونه جمع بين الركوع والسجود فقال : لا سجود للتلاوة في هذا الموضع ، وأن ليس في الحج سجود تلاوة إلا الأولى عند قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ).
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ج : ٢٠ ص : ٣٢٤.
الغزنوي الواعظ المحسن الشهير أبو الحسن علي بن الحسين الغزنوي سمع بغزنة الصحيح من حمزة القايني بسماعه من سعيد العيار وسمع ببغداد من أبي سعد الطيوري وغيره وسمع ولده المعمر أحمد جامع أبي عيسى من الكروخي قال ابن الجوزي كان مليح الإيراد لطيف الحركات بنت له زوجة الخليفة رباطا وصار له جاه عظيم لميل العجم كان السلطان يزوره والأمراء وكثرت عنده المحتشمون واستبعد طوائف بنواله وعطائه كان محفوظه قليلا فحدثني جماعة من القراء أنه كان يعين لهم ما يروونه سمعته يقول حزمة حزن خير من أعدال أعمال وقال السمعاني سمعته يقول رب واجد طالب وقال ابن الجوزي كان يميل إلى التشيع ولما مات السلطان أهين وكانت بيده قرية فأخذت وطولب بغلها وحبس ثم أخرج ومنع من الوعظ لأنه كان لا يعظم الخلافة كما ينبغي ثم ذاق ذلا مات في المحرم سنة إحدى وخمسين وخمس مائة.