وقوله تعالى : (وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً)
اللغو : كل ما ينبغي أن يلغى ويطرح.
والمعنى : مروا بأهل اللغو والمشتغلين به ، مروا معرضين عنهم ، مكرمين لنفوسهم عن الخوض معهم لقوله تعالى في سورة القصص : (وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ) [القصص : ٥٥].
وقوله تعالى : (وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً) يعني : لم يصيروا ، أو لم يسقطوا كالصم العمي ، بل يكون منهم التسمع والتدبر ، وفي ذلك دلالة على وجوب التدبر للآيات.
وقوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ) يعني : تقرّ أعينهم ، وتسرّ قلوبهم بطاعة أزواجهم وذرياتهم.
وعن محمد بن كعب : ليس شيء أقر لعين المؤمن من أن يرى زوجاته وأولاده مطيعين.
وعن ابن عباس : هو الولد إذا رآه يكتب الفقه.
قلت حاكيا عن حالته : لما رأيت ولدي محمد الذي اختاره الله إلى جواره ، وقد اختلف عليه جماعة من الفضلاء ، وهو ينفث عليهم بجواهر ونفائس ملئت بذلك سرورا ، وفزعت إلى الصلاة شكرا لله سبحانه على ذلك.
وقيل : سأل الله أن يلحق بهم أزواجهم وذرياتهم في الجنة لتقر به أعينهم.
[اللهم إني أتضرع إليك بذاتك العظمى وأسمائك الحسنى ، وبحق ملائكتك الكرام ، وأنبيائك عليهم الصلاة والسّلام أن تقر عيني ، وتكمل عندك مسرتي بالاجتماع في دار كرامتك ، ومحل رضوانك ، وسلامتك