فثمرة ذلك : لزوم التواضع لأهل الإيمان ؛ لأن الطير إذا أراد أن ينحط للوقوع كسر جناحه وخفضه ، وإذا أراد أن يطير رفع جناحه.
وأما قوله تعالى : (فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ)
قال الحاكم : في ذلك دلالة على وجوب التبرّؤ من العصاة ، وهذا جلي حيث يتهم بمحبتهم.
وأما قوله تعالى : (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ)
قال جار الله : التوكل تفويض الرجل أمره إلى من يملك أمره ، ويقدر على ضره ونفعه.
وقد قالوا : المتوكل من إذا دهمه أمر لم يحاول دفعه عن نفسه بما هو معصية لله.
وقوله تعالى : (الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)
في تفسير ذلك وجوه :
الأول : أنه كان صلىاللهعليهوآلهوسلم حين كان يتهجد بالليل فكان يطوف على أصحابه من حيث لا يشعرون ؛ ليستبطن كيف يعملون لآخرتهم.
كما يحكى أنه لما نسخ فرض قيام الليل طاف تلك الليلة ببيوت أصحابه لينظر ما يصنعون لحرصه عليهم على ما يؤخذ من الطاعات ، فوجدها كبيوت الزنابير لما سمع فيها من دندنتهم بذكر الله.
والمراد بالساجدين : المصلين.
وقيل : معناه يقوم بالمصلين في صلاة الجماعة ، ويتصرف فيهم بالقيام والقعود إذا أمهم.
وعن مقاتل : أنه سأل أبا حنيفة هل تجد صلاة الجماعة في القرآن؟