وأهل البوادي فيهم الجهل والقسوة.
وفي الحديث عنه عليهالسلام : «إن الجفاء والقسوة في الفدادين» وقد تقدم ما قيل في قوله تعالى : (الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً) [التوبة : ٩٧] وقال تعالى : (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى).
وعن الحسن : ما بعث الله نبيا من البادية ، ولا من الجن ، ولا من النساء ، ففي هذا دليل على حسن النقلة عن البوادي إلى القرى.
قوله تعالى
(تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) [يوسف : ١٠١]
اختلف المفسرون هل هذا من يوسف صلّى الله عليه تمن للموت أم لا؟
فقيل : ليس ذلك بتمن للموت ، بل التمني يعلق بأن يتم إسلامه إلى موته فيموت على الإسلام ، كما قال يعقوب لبنيه : (وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).
وقيل : بل ذلك كان تمنيا للموت.
وروي : أن ميمون بن مهران بات عند عمر بن عبد العزيز فرآه كثير البكاء والمسألة للموت فقال له : صنع الله على يديك خيرا كثيرا ، أحييت سننا ، وأمت بدعا ، وفي حياتك خير وراحة المسلمين ، قال : أفلا أكون العبد الصالح لما أقر الله عينه وجمع له أمره قال : (تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ).
قال النواوي في الأذكار : يكره أن يتمنى الموت لضر نزل به ، لما رواه البخاري ومسلم عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه ، فإن كان لا بد فاعلا فليقل : اللهمّ أحيني ما كانت الحياة خيرا لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خير لي».