وروي أن محمد بن عبد الله النفس الزكية : ولد لأربع سنين.
وروي ذلك في منظور بن ريان ، وقيل فيه شعر :
وما جئت حتى أيس الناس أن تجي |
|
وسميت منظورا وجئت على قدر |
فقد يحتج بالآية لمذهبنا.
وكيفية الحجة أن يقال : الآية تقتضي جواز الزيادة في المدة القليل والكثير ، فخرج ما زاد على الأربع لدلالة الإجماع بناء على أن خلاف من زاد على أربع قد انقرض ، والدلالة محتملة ؛ لأن في الآية إجمال ما أراد بالزيادة والنقصان ، هل هو راجع إلى الحمل أو إلى زمانه ، أو إلى الحيض.
وقيل : إن قوله تعالى : (وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ) يتعلق بزيادة الحيض ونقصانه ، فيلزم أن لا يجد قليل الحيض ولا كثيره ، هذا قول الناصر ، ومالك ؛ لأن الله تعالى تفرد بذلك لكونه يمدح به ، والأحسن أنه محدود من أخبار وردت عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم نحو قوله عليهالسلام : «تحيضي في علم الله ستا أو سبعا كما تحيض النساء» وأن الآية دلالتها مجملة فلا يؤخذ ذلك من الآية.
قيل : وليس في الآية أيضا دلالة على أن الحيض يحصل مع الحبل ، أو لا يحصل ؛ لأن الآية مجملة ، وقد يستدل بذلك على أنهما يجتمعان كقول مالك ، والشافعي.
ومذهب الأئمة ، وأبي حنيفة ، وهو مروي عن الحسن ، وإبراهيم ، وسعيد بن المسيب ، وعطاء ، والحاكم ، ـ وقد ادعى في الشفاء أن ذلك إجماع العترة ـ : أنهما لا يجتمعان ، واستدل بقوله تعالى : (وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَ) [الطلاق : ٤] فجعل عدتهن بالوضع ، فلو كان الحيض يجامع الحبل دخلت في عدة الحيض.