توضيح ذلك انه قد حكى الطبري في تفسيره (١) ، والزمخشري في الكشاف (٢) ، وجماعة من المفسرين (٣) ان العرب في الجاهلية كانوا يستقسمون بالازلام ، أي يطلبون معرفة ما قسم لهم دون ما لم يقسم بالازلام ، وانهم إذا ارادوا سفرا أو امرا آخر ، يهتمون به ضربوا ثلاثة اقداح مكتوب على أحدها امرني ربى وعلى الآخر نهاني ربي والثالث غفل لا كتابة عليه ، فان خرج الأمر مضوا على ذلك ، وان خرج النهي تجنبوا عنه ، وان خرج الغفل احالوها ثانيا.
وقد نهاهم الله تعالى عن هذا العمل لان الازلام جمع الزلم (٤) وهو السهم لا ريش عليه ، وبعده هذه الجملة قال الله تعالى (ذلكم فسق) ، وهو اما مخصوص بهذه الجملة أو يشملها في ضمن الجميع ، وهذا العمل ينطبق على الاستخارة ، وعلى القرعة.
ولكن هذا الاحتمال في تفسير الآية الكريمة باطل لوجهين :
أحدهما : انه من معاني الاستقسام بالازلام قسمة اللحم بالمقامرة.
قال في مجمع البيان (٥) وروى على بن ابراهيم عن الصادقين عليهما
__________________
(١) جامع البيان لابي جعفر محمد بن جرير الطبري ج ٦ ص ١٠٣ ، دار الفكر ، بيروت.
(٢) الكشاف ج ٣ ص ٩ في تفسيره الآية
(٣) كصاحب الميزان ج ٥ ص ١٧٣.
(٤) كتاب العين ج ٧ ص ٣٧٠ (زلم).
(٥) مجمع البيان في تفسره الآية ج ٢ ص ١٥٦.