دون الجميع ، وقد مر في مباحث العام والخاص ان الجمل المتعقبة بالاستثناء يكون ذلك استثناء عن الجملة الأخيرة فراجع.
الخامس : ما هو مختص بالمقبولة : وهو ان المقبولة واردة في القاضيين الذين حكم كل منهما بخلاف الآخر ، ومن المعلوم انه لا معنى للتخيير في ذلك الباب ، لعدم قطع الخصومة والنزاع به ، فلا محيص عن الترجيح ، ولذا في آخره حكم بالتوقف ، فلا يصح التعدي عن موردها إلى الخبرين المتعارضين الذين لا مانع فيهما من الالتزام بالتخيير.
وفيه : ان صدر الرواية في مقام بيان ما يرجح به احد القاضيين ويعمل بحكمه ويترك الآخر ، وبعد ما فرضهما الراوى متساويين في الصفات المرجحة ، امر (ع) بالرجوع إلى مستندهما أي الرواية فاخذ في بيان ما يرجح به احدى الروايتين على الاخرى ، وذكر الشهرة أول تلك المرجحات.
لا يقال ان الشهرة المذكورة فيها من مرجحات احد الحكمين الذي حكم بهما القاضيان ، لا من مرجحات الرواية ، لأنه (ع) فرع على ما إذا كان أحدهما مشهورا بقوله فيؤخذ به من حكمهما.
فانه يقال ان عبارة الرسائل (١) وان كانت كما ذكر ، ولكن ما في كتب
__________________
(١) ذكر الشيخ الأعظم هذا المقطع من الرواية في الفرائد ج ٢ ص ٧٧٢ وعبارته مطابقه لما رواه الاحتجاج والمستدرك والبحار ، واما ما ذكره المصنف (دام ظله) فهي عبارة المشايخ الثلاثة في الكافي والفقيه والتهذيب ومثلهم الوسائل والعوالي (فيؤخذ به من حكمنا) والظاهر التعويل على ما رواه المشايخ الثلاثة وهذا واضح.