ونقل السيِّد محمود الآلوسي في تفسيره (روح المعاني) من بعض أهل السُنَّة : (أنه أجاب عن أصل البحث بأنَّ المال بعد [وفاة] (١) النبي صلىاللهعليهوآله صار في حكم الوقف على المسلمين ، فيجوز لخليفة الوقت أن يخصّ من شاء بما شاء ... إلخ) (٢).
وعليه فكان من الإنصاف إعطاء فدك لفاطمة عليهاالسلام بعد ادِّعائها وإظهار رغبتها فيه ، كما رُوي عن عثمان أنه أعطى الحكم بن العاص ـ طرید رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ ثلث مال أفريقية ، وقيل : ثلاثين ألفاً (٣).
وإن كان صدقة ، فمن البيِّن أن تلك الصدقة لم تكن صدقة واجبة محرَّمة على أهل البيت ، بل إنَّما كانت مستحبة مباحة عليهم عليهمالسلام ، مع أنَّ فدك كانت في قبضة الزهراء وتحت تصرُّفها في حياة النبي صلىاللهعليهوآله بإعطائه إياها (٤).
وكان ذلك عند نزول الآية : وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ (٥).
كما روى ذلك أبو سعيد الخدري ، وجماعة من الصحابة (٦).
ويدل عليه قول أمير المؤمنين في نهج البلاغة : «بلی ، كانت في أيدينا فدك (٧) من كل ما أظلّته السماء ، فشحَّت عليها نفوس قوم ، وسخت عنها نفوس
__________________
(١) ما بين المعقوفين من المصدر.
(٢) روح المعاني ٤ : ٢٢٠.
(٣) ينظر الغدیر ٨ : ٢٥٨ وما بعدها ، وفيه عرض المصادر هذا القول.
(٤) ينظر : الصوارم المهرقة : ١٥٢.
(٥) سورة الإسراء : ٢٦.
(٦) ينظر : تفسير مجمع البيان ٦ : ٢٣٤.
(٧) في الأصل : (كانت فدك في أيدينا) وما أثبتناه من المصدر.