وفيه أيضاً عن أبي جعفر عليهالسلام ، [قال] (١) : «من علّم باب هدى فله مثل أجر من عمل به ، ولا ينقص اُولئك من أجورهم شيئاً ، ومن علّم باب ضلال كان عليه مثل أوزار من عمل به ، ولا ينقص اُولئك من أوزارهم شيئاً» (٢).
وفيه أيضاً عن حفص بن غياث ، قال : قال لي أبو عبد الله عليهالسلام : «من تعلّم العلم وعمل به وعلّم لله ، دُعي في ملكوت السماوات عظيماً ، فقيل : تعلّم لله ، وعمِلَ لله ، وعَلَّمَ لله» (٣).
[د] ـ «لأهله قربة» : إذ بالعلم يحصل القرب إلى الله تعالى ، لأنه بالعلم يُعرف الحلال والحرام ، فيُتّبع الأول ويُجتنب الثاني ، ولذا قال عليهالسلام : «وسالِكٌ بطالبهِ إلى الجنَّة».
[هـ] ـ وكذلك «هو أنيسٌ في الوحشة» : أي رافع للهمِّ من حامله ، فإنه إن كان للآخرة فالعلم سبب للنجاة منه ، وإن كان لأسباب دنيوية كالفقر ، والفاقة ، والضيق ، والمرض ، فالعالم يعلم أن ذلك كلّه موجب لمزيد أجره ، وذخيرة لآخرته ، فيهوّن عليه ذلك ، ويتمسَّك بعرى الصبر كما صبر اُولوا العزم.
[و] ـ وكذلك «هو صاحب في الوحدة» : نُقل عن بعض الأكابر : (أنّه كان يحترز عن مجالسة الناس ومصاحبتهم ، فقيل له في ذلك ، فقال : أيّ صاحب أفضل ممَّا في صدري) (٤).
__________________
(١) ما بين المعقوفين منا لإتمام المعنى.
(٢) الكافي ١ : ٣٥ ح ٤.
(٣) الكافي ٢ : ٤.
(٤) لم أهتد إلى مصدر هذا القول.