والا فالجاهل المعظّم لأهل العلم ، المقتدي بهم المحب لهم والمتعلّم منهم ، هو من أهل المحبَّة دون المقت.
[و] ـ «والتقي» : الَّذي هو من أحبّ عباد الله إليه ، هو الخائف منه تعالی ، المتجنب عن معصيته بالتزام أوامره ، واجتناب نواهيه ، الطالب للثواب الجزيل ، الحاصل لذلك له من العمل بما يوجبه ، وعمدته تحلية الظاهر بالأفعال الجميلة ، وتخلية الباطن من الأخلاق الرذيلة.
[ز] ـ «اللازم للعلماء» : وهم أهل العلم من الشيعة ، وفيه دلالة على أن الفضيلة والشرف إنَّما تكون في ملازمة العالم الحلِّيم السليم من مقتضيات القوَّة الغضبية والشهوية ، وبعبارة اُخرى : من صدق قوله فعله ، ومن لم يكن كذلك فليس بعالم ، فقد قال الصادق عليهالسلام : «اطلبوا العلم وتزيَّنوا معه بالحلم والوقار ، وتواضعوا لمن تعلّمونه العلم ، وتواضعوا لمن طلبتم منه العلم ، ولا تكونوا علماء جبّارين فيذهب باطلُكم بحقّكم» (١).
وعن الرضا عليهالسلام : «أنَّ من علامات الفقيه الحلم والصمت» (٢).
وقال بعض الشرّاح : (اختلفت أقوال الأكبر في الفرق بين العالم والحكيم ، فقيل : العالم طبيب الدين بأدوية الحق والصدق والتصفُّح والتعطف.
وقيل : من يخلّص الناس من أيدي الشياطين.
وقيل : هو من لان قلبه ، وحسن خلقه ، ورقّ ذكره ، ودقّ فکره ، ولا يطمع ولا يبخل.
__________________
(١) الكافي ١ : ٣٦ ح ١.
(٢) عیون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٢٣٤ ح ١٤.