وقيل : الحكيم هو الَّذي يطلب ما ينفعه ، ويترك ما يضرّه ، ويقرب منه ما قيل : هو العدل الأخذ بالحق والصواب قولاً وعملاً.
وقيل : من لا يغضب على من عصي ، ولا يحقد على من جفا.
وقيل : هو من كان كل أفعاله صواباً ، ولا يدخل في اختياره خلل ولا فساد.
وقيل : ليس الحكيم الَّذي يجمع العلم الكثير ، لكن الحكيم الَّذي يعرف صواب ما لَهُ وما عَليهِ.
وقيل : الحكماء للأخلاق کالأطباء للأجساد.
وقيل لعالم : مَن الحكيمُ؟ قال : من تعلَّق بثلاث فيها علم الأولين والآخرين ، قيل : وما هي؟ قال : تقديم الأمر ، واجتناب النهي ، واتّباع السنَّة.
وكيفَ تريدُ أن تُدعى حكيماً |
|
وأنت لكلّ ما تهوی رَکوبُ |
لعلَّ العُمرَ أكثرُهُ تولَّی |
|
وقد قَرُبَ الرَّدى فمتى تَتوبُ |
ورُوي عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال : «العلم نهر ، والحكمة بحر ، والعلماء حول النهر يطوفون ، والحكماء في وسط البحر يغوصون ، والعارفون في سفن النجاة يخوضون» ، ولكون الحكماء أعظم شأناً ، وأرفع مكاناً ، رغّب في قبول العلم عنهم ، والأخذ منهم) ، انتهى (١).
ومن كلام الحكيم زيتون الأكبر : (لا تخف موت البدن ، وخف موت النفس ، فقيل له : لم قلت ذلك والنفس لا تموت؟ فقال : إذا انتقلت النفس الناطقة من حد
__________________
(١) شرح اُصول الكافي ٢ : ٦٠.