النطق إلى حد البهمي ، وإن كان جوهرها لا يبطل ، فإنها قَدْ ماتت من العيش العقلي) (١).
ومثل هذا الكلام ما رُوي عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال : «للجسم ستة أحوال : الصحَّة ، والمرض ، والموت ، والحياة ، والنوم ، واليقظة وكذلك الروح فحياتها علمها ، وموتها جهلها ، ومرضها شكّها ، وصحَّتها يقينها ، ونومها غفلتها ، ويقظتها حفظها» (٢).
ا ولا يخفى ما في كلامه عليهالسلام من الحقائق الحكمية والمسائل الفلسفية ، فانظر أيُّها اللبيب إلى ما في هذا الحديث من شرف فضيلة العلم وكماله ، حيث بالغ فيه :
(أولاً) : بأنه لا ينبغي أن يعوق عنه شيء من شدائد الدهر ونوائبه ، ولا يكون ذلك مانعاً من تحصيله.
(وثانياً) : بأن الاستخفاف بالعلماء من أعظم الكبائر الموجبة لمقت الله تعالی وسخطه.
(وثالثاً) : أن ملازمتهم من أعظم القربات الموجب لأعلى درجات محبته.
__________________
(١) الملل والنحل ٢ : ٩٩.
(٢) التوحيد للصدوق : ٣٠٠ ح ٧.