وقال بعض الأكابر : (العلماء أرحم باُمَّة محمّد صلىاللهعليهوآله من أبائهم واُمّهاتهم ، قيل : فكيف ذلك؟ قال : لأنَّ أباءهم واُمَّهاتهم يحفظونهم من نار الدنيا ، والعلماء يحفظونهم من نار الآخرة).
وقيل لإسكندر : (ما بالُكَ تُحبُّ معلّمكَ أكثر ممَّا تحب أباك؟ فقال : لانَّ مُعلّمي سبب حياتي الروحانية الأُخروية ، وأبي وسيلة حياتي الجسمانية الدنيوية) (١).
وبالجملة : فالتواضع معناه التذلُّل ، وهو من الأخلاق العالية التي قَدْ كثر عليها من الله تعالى في كلام الأئمة عليهمالسلام في أدعيتهم ، كما قال أمير المؤمنين عليهالسلام في دعاء كميل بن زياد : «وتجعلني بقسمك راضياً قانعاً ، وفي جميع الأحوال متواضعاً» (٢).
وفي الحديث : «ما تواضع أحد لله إلا رفعه» (٣).
قال بعض الشراح : (فيحتمل رفعه في الدنيا ، وفي الآخرة ، وفي كليهما) (٤).
وفيه أيضاً ، عن أبي عبد الله عليهالسلام عنه قال : «سمعته يقول : إن في السماء ملکین موكَّلين بالعباد ، فمن تواضع لله رفعاه ، ومن تكبّر وضعاه» (٥).
ولعلَّ المراد من رفعه الثناء عليه ، أو بإعانته في الحصول على المطالب ، وتيسّر أسباب العزة والرفعة في الدارين ، وفي التكبُّر بالعكس فيهما.
وفيه أيضاً : «أنَّ من التواضع أن يجلس الرجل دون شرفه» (٦).
__________________
(١) شرح اُصول الكافي ٢ : ٦٦.
(٢) مصباح المتهجد : ٨٤٤.
(٣) مسند أحمد ٢ : ٣٨٦.
(٤) مجمع البحرين ٤ : ٥١٥.
(٥) الكافي ٢ : ١٢٢ ح ٢.
(٦) الكافي ٢ : ١٢٣ ح ٩.