[أ] ـ تكرر في الحديث ذكر الشباب ، هو كسحاب جمع (شاب) بالتشدید ، وكذلك الشبان کفرسان ، والأنثى شابّة ، والجمع شواب کدابة ودواب.
وفي الحديث : (ابن ثلاثين سنة يُسمّی شاباً) (١) ، وكان المراد به التحديد من طرف النهاية ، أي آخر من يُطلق عليه هذا الاسم من بلغ الثلاثين.
[ب] ـ «الشيعة» : قَدْ سبق شرح هذه الكلمة ، وفي الحديث أيضاً : «نحن قريش ، وشيعتنا العرب ، وعدوُّنا العجم» (٢) ، وليس فيه دلالة على تفضيل العرب على الفرس ؛ إذ المراد بالعجم من قابل العرب ، وإن كان تركياً أو هندياً كما في الحديث : «أعوذ بك من شرّ فسقة العرب والعجم» (٣) ، إذ لا وجه للتعوُّذ من شرِّ العرب وخصوص الفرس.
قال شهاب الدين أحمد القلقشندي في نهاية الأرب : (إنَّ كلّ من كان عدا العرب فهو عجمي ، سواء الفرس ، أو الترك ، أو الروم وغيرهم ، وليس كما تتوهَّمه العامَّة من اختصاص العجم بالفرس ، بل أهل المغرب إلى الآن يطلقون لفظ العجم على الروم والفرنج ومن في معناهم) (٤) ، ويُحتمل أن يكون المراد من العجم في الحديث خصوص الخزر ، والديلم ، والترك ، والكلّ من مشركي العجم كما ورد في الخبر المروي في الكافي في باب الجهاد (٥).
وباقي فقرات الحديث واضحة لا تحتاج إلى بيان بعد ما سبق منّا نظائره.
__________________
(١) مجمع البحرين ٢ : ٤٧٤.
(٢) معاني الأخبار : ٤٠٢ ح ٧١.
(٣) مصباح المتهجد : ١٧٩.
(٤) نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب : ١١.
(٥) الكافي ٥ : ١١.