حم (١) عسق (٢) كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣) لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (٤)
____________________________________
[٢ ـ ٣] (حم* عسق) أي أن هذا القرآن مؤلف من حروف الهجاء ، التي منها «حاء» «ميم» «عين» «سين» «قاف» ـ على قول ـ أو رمز بين الله والرسول ـ على آخر ـ أو هو إشارة إلى أسامي لله تعالى ، فمعناه الحليم المثيب العالم السميع القادر ـ على رواية عن الصادق عليهالسلام (١) ـ أو غير ذلك من الأقوال الكثيرة ، في فواتح السور.
[٤] (كَذلِكَ) أي كهذا الذي ذكرها من «حم عسق» أو كالوحي الذي تقدم من سائر سور القرآن (يُوحِي إِلَيْكَ) يا رسول الله (وَإِلَى) الأنبياء (الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللهُ) فاعل يوحي (الْعَزِيزُ) في سلطانه ، فلا غالب عليه (الْحَكِيمُ) في تكوينه وتشريعه ، فإنه يخلق الأشياء حسب الحكمة والصلاح ، ويأمر ويشرع ، حسب الحكمة والصلاح ، فإنزال الوحي عليك ، وعلى الأنبياء السابقين ، تابع للحكمة ، لا عبث فيه ، ولا اعتباط ، ولا محاباة.
[٥] (لَهُ) تعالى بالخلق والملك والتدبير (ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) المراد الظرف والمظروف ، فإن أحدهما يطلق ، ويراد به الآخر ـ في كثير من الأحيان ـ إيجاز في الكلام (وَهُوَ الْعَلِيُ) أي الرفيع الذي لا أرفع منه ، والمراد رفعة المنزلة لا رفعة المكان ، فإنه تعالى منزه عن المكان والمكانيات (الْعَظِيمُ) الذي هو أعظم من كل شيء
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٨٩ ص ٣٧٣.