مُبِينٌ (٩) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠)
____________________________________
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى) (١) (مُبِينٌ) واضح كوني منذرا ورسولا ، فاللازم أن آتي إليكم بالقدر الذي يثبت أني منذر ورسول ، لا أن آتي بالمقترحات العنادية لكم.
[١١] (قُلْ) يا رسول الله لي شاهدان على صدقي ، فكيف تكفرون أنتم ، مما يسبب لكم أشد الوبال. الأول : الإعجاز. الثاني : تصديق أهل الكتاب الذين هم أهل خبرة لي ، وذلك كما ادعى إنسان أنه طبيب ثم عالج الأمراض ، وصدقه الأطباء ، فهل يبقى هناك شك في كونه طبيبا؟ ومن أنكر كونه طبيبا أليس يكون معاندا؟ (أَرَأَيْتُمْ) أخبروني (إِنْ كانَ) القرآن (مِنْ عِنْدِ اللهِ) بدليل أنكم عاجزون عن الإتيان بمثله (وَ) الحال أنكم (كَفَرْتُمْ بِهِ) أليس ذلك يسبب الوبال لكم؟ (وَ) أرأيتم إن كان (شَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ) الذين هم أهل كتاب وخبرة كعبد الله بن سلام الذي كان من علماء بني إسرائيل وآمن برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (عَلى مِثْلِهِ) أي مثل قولي أنه من عند الله (فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ) أنتم ، أليس ذلك يسبب لكم الوبال؟ وقد حذف الجواب «لأنه كان من عند الله ...» للتهويل ، مثل قولك مهددا لولدك ، إن شربت الخمر؟ تريد أنه يلاقي عقوبة بسبب شربه ـ كما ذكروا في علم البلاغة ـ ثم ألمع سبحانه إلى الجواب بقوله (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) الذين
__________________
(١) طه : ١٢٥.